حفاة بين الأنقاض.. لحظات مريرة لأطفال غزّة تكشفها الكلمات!

28 أغسطس 2024
حفاة بين الأنقاض.. لحظات مريرة لأطفال غزّة تكشفها الكلمات!

خلال حديثه، يقول أحمد: “نجمع الحجارة من المنازل المهدمة ثم نفتتها ونبيع الدلو مقابل شيكل ( 0,25 سنتا من اليورو)”.

ويضيف الطفل الذي لونت شمس قطاع غزة الحارقة وجهه وتركت الحجارة آثار جروح على يديه، إنه يبيع تلك الحجارة للعائلات الثكلى “لبناء القبور”.

إلا أن أحمد يبدو غير راضٍ عن المردود المادي من عمله المضني هذا، ويقول: “بالكاد نستطيع أن نحصل على 2 أو 3 شواكل لا تكفي لشراء البسكويت… نحلم بأشياء كثيرة، لكننا لا نستطيع الحصول عليها”.

حفاة بين الأنقاض

 

قطاع غزة من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان وكذلك من أفقرها، وتقول الأمم المتحدة إن ثلثي السكان كانوا يعيشون في الفقر قبل الحرب، وإن 45% من القادرين على العمل كانوا بلا عمل.

 

كذلك، فإن نحو نصف سكان غزة هم دون سن الثامنة عشرة، وفي حين يحظر القانون الفلسطيني رسمياً عمل من هم دون سن الخامسة عشرة، كان الكثير من الأطفال يعملون في قطاعي الزراعة والبناء، في ظل تزايد البؤس جراء الحصار المستمر منذ 17 عاماً.

 

ومنذ اندلاع الحرب، أدى الدمار الواسع فضلاً عن النزوح المستمر تنفيذاً لأوامر الجيش بالإخلاء المتكرر لسكان غزة الذين يحاولون البقاء في مأمن من الضربات الإسرائيلية، إلى فقدان مئات الآلاف وظائفهم وتدمير أو تضرر أكثر من 60% من المباني مع الانقطاع الدائم للماء والكهرباء.

يتنقل خميس القدرة (16 عاماً) وشقيقه الأصغر سامي (13 عاماً) في الشوارع بين حطام المنازل وأزقة مخيمات النزوح لبيع العصير.

 

وفي سياق حديثه، يقول خميس: “أصابتنا ضربة شمس ومن كثرة الركام في الشوارع دخلت في قدم أخي شظية تسببت له بالتهاب”.

 

 

يلفت خميس إلى أنَّ شقيقه عانى من الحمى و”ظهرت على جسمه حبوب وحتى الآن يعاني لعدم توفر أدوية لعلاجه”.

 

ولا يتوقف عمال الإغاثة من التحذير من مخاطر انهيار النظام الصحي الذي كان يعاني قبل الحرب ولم يعد قادراً على التعامل مع العدد الهائل من الجرحى وضحايا سوء التغذية المتزايد حدة بين الأطفال خصوصاً.

 

وتقول المنظمات الإنسانية، إن معدل سوء التغذية الحاد ارتفع بين الأطفال بنسبة 300% في شمال غزة و150% في الجنوب.

 

وبحسب تلك المنظمات فإن 41 في المئة من العائلات تعتني اليوم بطفل أو أكثر من الأطفال الذين لا تربطها بهم صلة.

قهر

 

يشرح خميس كيف تشتتت عائلته بسبب الحرب بقوله “خسرنا منزلنا ومن بعدها خيمتنا ونزحنا 9 مرات”، ويضيف: “دفعنا 300 شيكل (73 يورو)” لنقل حاجياتنا قبل أن نستقر في مواصي خان يونس قرب شاطئ البحر.

 

ودفعت الحرب بجميع أفراد العائلة للعمل لإعالة الأسرة لكن خميس يقول إنهم أحياناً لا يستطيعون شراء “كيلوغرام من الطماطم سعره 25 شيكلاً”.

 

أما معتصم زيدان (13 عاماً) الذي نزح إلى مواصي خان يونس ويجلس في الشارع ليبيع القهوة وأحيانا الزعتر والفستق أو السمنة، فيقول إنه ينجح أحياناً في جمع 30 شيكلاً، لكنها لا تكفي لطعامنا وخبزنا فالأسعار مرتفعة جداً، ولا تلبي الاحتياجات الأساسية”.

 

ويضيف زيدان أنه يشعر بالقهر “من هذه المعاناة … أقضي ساعات تحت حرارة الشمس لجمع بعض المال الذي نصرفه في دقيقة واحدة … خرجنا من منازلنا بما علينا واليوم نستلف من الجيران صحنا وملعقة، هذا ليس سهلاً … حتى الماء لا نحصل عليه بسهولة”.

ويتابع: “بعض الأيام لا أستطيع جني 10 شواكل رغم مناداتي على بضاعتي … لكن دون جدوى”. وهذا المبلغ لا يكفي لشراء أي شيء مع ارتفاع الأسعار على نحو جنوني ولا سيما غاز الطهي والبنزين في ظل الحرب.

كذلك، يقول مُعتصم: “نحن لا نفكر إلا باحتياجاتنا الأساسية، نسينا معنى أن نلهو، وأن نصرف لكي نتسلى… كل ما أتمناه هو العودة إلى منزلنا وحياتنا القديمة”. (24)