عُثر عليه بالصدفة.. تفاصيل وشكوك حول استعادة إسرائيل لـرهينة من غزة!

29 أغسطس 2024
عُثر عليه بالصدفة.. تفاصيل وشكوك حول استعادة إسرائيل لـرهينة من غزة!


شككت تقديرات لمحللين إسرائيلية برواية الجيش الإسرائيلي، إقدامه اليوم الثلاثاء على تحرير أحد المحتجزين من أسر حركة حماس جنوب قطاع غزة، عبر ما وصفه بـ”عملية معقدة”، بدون الكشف عن تفاصيلها أو توثيقها، خلافاً للعلميات السابقة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، أن عناصر الكوماندوز البحري “شايطيت 13” وجهاز الأمن العام “الشاباك” تمكنوا من إعادة الأسير فرحان القاضي الذي كان قد أسر خلال الهجوم المفاجئ لحركة حماس على مستوطنات “غلاف غزة” في السابع من تشرين الأول 2023.

ودهش الجيش الإسرائيلي عندما عثر على الأسير داخل نفق بدون حراس، في غرفة مساحتها حوالي 20 متراً، وهو عربي من فلسطينيي 48، ويدعى فرحان كايد القاضي (52 عاما) من مدينة رهط بالنقب، وبناء على ذلك يبقى في قطاع غزة 108 محتجزين إسرائيليين، منهم 36 يفترض أنهم في عداد الأموات، بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي.

تناقض وتشكيك

تعزز التشكيك براوية الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” بسبب التناقض وتضارب المعلومات بشأن آلية تحرير الأسير، حيث تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات مفادها أن قوة من الجيش الإسرائيلي عثرت على القاضي عن طريق الصدفة داخل أحد الأنفاق، خلال نشاط اعتيادي في منطقة رفح، بدون أن تخطط لتنفيذ أي عملية لتحريره أو إنقاذه من الأسر هو أو أي مجموعة من المختطفين.

في مقابل ذلك، أفادت صحيفة “هآرتس”، أن القاضي لربما قد تمكن من الفرار، ثم عثر عليه في أحد الأنفاق، فيما لم يواجه الجنود خاطفيه ولم يشتبكوا معهم، خلافاً للعمليات السابقة، كما لم يعثروا على أي مختطفين آخرين، علما أنه يتم احتجاز المختطفين ضمن مجموعات صغيرة.

وذكرت الصحيفة أن القاضي هو المختطف الإسرائيلي الثامن الذي تم إنقاذه حيا، وليس ضمن صفقة مع حماس، حيث سبق ذلك تنفيذ 3 عمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي لإنقاذ المختطفين، وفي جميعها تم توثيق عملية الإنقاذ، بينما في إعادة القاضي أظهرت مقاطع الفيديو إخضاعه للاستجواب من قبل بعض الجنود بإحدى غرف الجيش بعد العثور عليه داخل النفق.

المعلومات ذاتها نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي أفادت أن “قوة للجيش الإسرائيلي عثرت عن طريق الصدفة على القاضي داخل نفق، من دون أن تكون القوة ضمن مخطط لتنفيذ عملية لتحرير أي من المختطفين”.

وبحسب المعلومات التي نشرتها إذاعة الجيش نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، فإن القاضي تمكن من الهرب من خاطفيه، ووصل إلى القوة الإسرائيلية التي عثرت عليه عن طريق الصدفة وأخرجته من النفق، بدون أي اشتباك أو مواجهة مع خاطفيه، حيث لم تتضح إلى الآن كيف تمكن القاضي من الفرار من حراسه.

وعززت إذاعة الجيش معلوماتها التي تشكك بالرواية الإسرائيلية الرسمية، بمعلومات تشير إلى أنه لحظة عثور قوة الجيش على القاضي في منطقة رفح، كان رئيس الأركان هرتسي هاليفي على متن مروحية عسكرية متجهة إلى غور الأردن.

وبحسب إذاعة الجيش، فإن هاليفي حصل على إحاطة بالمعلومات حول “عملية الإنقاذ” للقاضي وهو على متن المروحية، وليس من غرفة العلميات أو مركز قيادة هيئة الأركان كما كان في عمليات الإنقاذ السابقة.

عثروا عليه بالصدفة

وأمام تناقض هذه الروايات، أكد الجيش الإسرائيلي التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، والذي جاء فيه أن الجنود عثروا على القاضي عندما كان بمفرده في النفق وتم إنقاذه منه، وهو ما أفادت به الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان11”.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن جنود القوة “شاييطت 13” لم يخوضوا أي اشتباك مسلح خلال عملية تخليص القاضي من النفق، حيث عثر عليه بمفرده بدون وجود مختطفين آخرين، ورجحت أن يكون قد تمكن من الهرب من حراسه، أو أن عناصر المقاومة الذين كانوا يحتجزونه لاحظوا وجود القوة العسكرية الإسرائيلية، وقرروا مغادرة المكان وترك المختطف.

وما يعزز فرضية العثور على القاضي عن طريق الصدفة، التصريحات التي نقلها الموقع الإلكتروني “واللا” على لسان القاضي، الذي أخبر مقربيه أن “مسلحي حماس هربوا بينما كان أسيرا في النفق، وذلك عندما وصل الجنود الذين توجهوا إليه عبر مكبرات الصوت”، وأضاف: “كنت أخشى أن يكون النفق مفخخا بالمتفجرات، لذا مشيت ببطء حتى وصلت إلى الجنود”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان إن “الجنود الذين أنقذوا القاضي وصلوا إلى موقعه بفضل معلومات استخباراتية دقيقة”، لكن هاغاري لم يقدم مزيداً من التفاصيل حول “عملية الإنقاذ المعقدة” وتفاصيل المعلومات الاستخباراتية، خلافا لعلميات الإنقاذ السابقة.

وامتنع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تفنيد المعلومات التي تؤكد أنه عثر على القاضي داخل نفق عن طريق الصدفة، قائلا: “تم إنقاذ القاضي حيا من أحد الأنفاق، لقد التقى بقواتنا تحت الأرض، ولن أخوض في تفاصيل أبعد من ذلك، لذا أطلب عدم نشر الشائعات”، بحسب تعبيره. (الجزيرة نت)