ذكر موقع “عربي 21” أنّ إسرائيل نفّذت إجراء “طنجرة الضغط” العسكري ضدّ قائد كتيبة طولكرم محمد جابر الملقب بـ”أبي شجاع” الذي يتم تطبيقه عندما يتحصّن مطلوبون في منزل ما، وأحيانا في حالات وجود رهائن، والهدف منه هو “إخضاعهم أو قتلهم من دون المسّ بالرهائن”.
وجرى تنفيذ هذا الإجراء في مخيم عين شمس عبر قوات تشكلت من وحدة “يمام” والجيش الإسرائيلي بتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك”.
واسم الوحدة هو اختصار عبري لجملة “وحدة الشرطة الخاصة”، وتعتبر وحدة الاستيلاء النخبوية الكبرى في إسرائيل، وتتبع تنظيميا لشرطة حرس الحدود، وتتخصص في “محاربة الإرهاب”، رغم أنها تشبه الوحدات التابعة للجيش الإسرائيلي بتنظيمها وقدراتها.
وتأسست عام 1974 على يدّ ضابط حرس الحدود الرقيب حاييم ليفي، من خلال تكليف الضابط رؤوبين ياعكوف بإنشاء وحدة الاستيلاء، وذلك من أجل التصدي لعمليات الخطف والمساومة.
وبعد تأسيس الوحدة، ألقيت عليها مهام مثل “الحرب على الإرهاب”، والمهمات الشرطية الخاصة، وبسبب ذلك ذاع صيتها بسبب عملياتها الناجحة، وتعتبر حاليا من الوحدات المهنية والجيّدة على مستوى العالم، على الرغم من ميزانيتها الصغيرة نسبيا.
وتتكون الوحدة من المحاربين القدامى الذين خدموا في وحدات قتال النخبة في الجيش الإسرائيلي ويرغبون في مهنة ضمن سلك الشرطة، حيث إن شرط الانضمام الأساسي هو وجود خبرة قدرها ثلاث سنوات من الخدمة كجندي مقاتل، وذلك عادة ما يكون كمقاتل في وحدة خاصة.
وبحسب إحصائيات تعود لعام 2007، تمكن سبعة فقط من أصل 800 مرشح من الانضمام إلى الوحدة بعد الدورة الصعبة النهائية. أما في عام 2016 فقد تمكن 20 فقط من أصل 1500 مرشح من اجتياز برنامج الفحص والتدريب.
وفي 2023 تمكن 10 فقط من أصل 1300 مرشح من إنهاء دورة الفحص والتدريب والقبول في الوحدة. وفي 2024 تمكن 12 فقط من النجاح من أصل 1400 مرشح.
ونظرا لأن “يمام” غير مرتبطة بأي وحدة أخرى، فهي تعمل على تجهيز أعضائها بتدريبات ومعدات وأسلحة وطاقم طبي، وتنقسم إلى عدة وحدات تتدرب سويا من أجل زيادة التنسيق العملياتي فيما بينها.
وهي تضم وحدة للمداهمة والاختراق تتركز مهامها على “مداهمة البيوت والمباني، وتدخل لتأمين المبنى وقتل الأهداف”، ووحدة “القرود”، وتضم مقاتلين رائدين يتخصصون في التسلق والتزحلق والسقوط السريع، ووحدة القناصة المدربة على إطلاق النار الدقيق والقنص في المدى القصير والطويل، ومجهزة ببنادق مخصصة.
وتتضمن أيضا وحدة المستعربين التي تتخصص في التمويه والانخراط بين الفلسطينيين لاعتقالهم أو اغتيالهم، ووحدة لخبراء المتفجرات، إضافة إلى وحدة للكلاب، وأخيرا “الفريق الصامت” الذي يهدف إلى “تطوير التدريبات للإفراج عن الرهائن ومكافحة الإرهاب واختبار المعدات الجديدة والأسلحة”.
ورغم استقلالية الوحدة في العمل، إلا أنها تُنسّق مع جهات عسكرية مثل الجيش الإسرائيلي والشاباك الذي يزودها بالمعلومات الاستخباراتية الدقيقة عن النشاطات الفلسطينية، وكذلك يستعين الجيش الإسرائيلي بالوحدة من أجل تنفيذ عمليات خاصّة، وهذا ما حدث عند استهداف محمد جابر في مخيّم نور شمس. (عربي 21)