ذكرت صحيفة “نيوزويك” الأميركية في تقرير جديد لها أنّ العد التنازلي بدأ لتنفيذ عملٍ كبير رداً على اغتيال زعيم “حماس” إسماعيل هنية داخل حدود إيران.
ويقول التقرير إنَّ الأحداث الجارية لا تدلّ على أي رغبة في الإنتقام وإنما على كل ما من شأنه أن يخدم أهداف إيران الإستراتيجية ومصالحها المتمثلة في زعزعة الاستقرار في المنطقة وخارج حدودها أيضاً.
ويلفت التقرير إلى أنه “مهما كان قرار إيران النهائي، تجري حاليّاً تعبئة الجيوش في إسرائيل ولبنان، فيما مراكز القيادة متأهبة لأي سيناريو، بينما المواطنون على طول الحدود يخلون مساكنهم إن استطاعوا، كما أنّ الأضرار النفسية والاقتصادية واضحة فعلاً”.
وأوضح تقرير “نيوزويك” أن “الكثير من الأميركيين لا يُدركون مدى طموحات إيران، فهي تسعى إلى زعزعة استقرار العالم وإعادة تشكيل الدول العربية بالتطرف وضرب الأصول الأميركية بقوّة في المنطقة”.
وكان المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي صريحاً في تصريحه للعالم كله بأن غايته تدمير إسرائيل أوميركا، وهاتان الحليفتان ليستا الهدف الإيراني الوحيد، كما تقول “نيوزويك” في تقريرها.
المجلّة اعتبرت أيضاً أنّ “إيران تُركز تركيزاً مُفرطاً على امتلاك قدرات نووية تخلع عليها لقب القوة العظمى الإقليمية”، وأردفت: “بينما يترقب العالم لعبة الشطرنج الإيرانية في الشرق الأوسط، أمسى بوسع النظام الإيراني الآن إنتاج يورانيوم من النوع الصالح لصنع 13 سلاحاً نووياً على الأقل في أقل من 4 أشهر”.
وتابعت: “من شأن أنشطة إيران في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دعمها للجماعات التي تعمل بالوكالة عنها، أن تؤدي إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار الإقليمي، مما يساهم بدوره في تفاقم ضغوط ظاهرة الهجرة. وهذا مثال آخر على حملة إيران لزعزعة الاستقرار، وفقاً لتصريحات مدرس”.
وأكمل: “لاستيعاب أهمية الصراع الحالي في الصورة الأكبر للأحداث، ترى الكاتبة أنه يتعين على المرء التركيز على القواعد العسكرية العديدة المنتشرة من جيبوتي إلى قطر والأردن والبحرين وسوريا والعراق وتركيا التي تحمي موارد العديد من الدول. كذلك، تهدف إيران مجدداً إلى تخليص المنطقة من هذه القواعد الاستراتيجية”.
ووفق التقرير، فإنه “في العام الماضي، لم يكتفِ الحوثيون بقطع طريق باب المندب الملاحي المؤدي إلى قناة السويس، وإنما شنوا هجمات على السفن العابرة نفسها، وأضاف: “هؤلاء يهدفون إلى ضرب السفن الغربية أو الاستيلاء عليها، فضلاً عن تعطيل حركة التجارة العالمية”، وأكمل: “ملايين البراميل من النفط – أي ربع الإمدادات العالمية، وفقاً للمنظمة البحرية الدولية – تمرُّ عبر هذا المسار الضيق الذي لا يتجاوز عرضه 20 ميلاً (32 كم) وطوله 70 ميلاً (113 كم)”.
وتابع: “كان وكلاء إيران مسؤولين عما يربو على 150 هجوماً على الأميركيين في العراق وسوريا خلال الفترة بين تشرين الأول وكانون الثاني الماضيين. مع هذا، فقد أسفر هجوم بطائرةٍ مُسيرة على موقع عسكري في الأردن في 28 كانون الثاني الماضي تبناه التنظيم نفسه عن مقتل 3 جنود أميركيين. وفي رد انتقامي ملحوظ، شنت الولايات المتحدة هجوماً استهدف 85 موقعاً في 7 مواقع مختلفة”.
كذلك، أكد التقرير ضرورة أن تدرك الولايات المتحدة أن مخالب إيران ليست في قطاع غزة أو في الأراضي العربية وحسب، بل في شوارع واشنطن وفي حرم جامعة هارفارد، فعدد المؤسسات الرائدة في مجال التعليم العالي التي شُوِّهَت صورتها واستقال مدراؤها كبير.
عام دراسي محفوف بالمخاطر
وإذا كانت الأقوال تفضي إلى أفعال حقاً، فسيكون العام الدراسي الجديد مضطرباً بما يذكرنا بأن ثمة أيديولوجية مدعومة من إيران تُحرِّض الناس في شوارع أميركا وأوروبا.
وخلصَ مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات حكومية أميركية أخرى إلى أن الحكومة الإيرانية كانت وراء محاولات القرصنة الإلكترونية التي استهدفت الحملتين الرئاسيتين للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وعملياً، فإن هذا مثال آخر ضمن هذه القائمة الطويلة من محاولات الزعزعة الإيرانية الخبيثة لاستقرار الدول.
ووصلت حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس أبراهام لينكولن” إلى منطقة الشرق الأوسط، وهي حاملة طائرات من طراز نيميتز، لتعزيز الوجود الأميركي البحري.
ومن المؤكد، بحسب التقرير، أن هذا ليس مشهداً تقليديّاً نراه كل يوم، فهي تنضم إلى حاملة طائرات أخرى تُعرف باسم “يو إس إس ثيودرو روزفلت” وثماني مدمرات وكثير من السفن والطائرات المقاتلة الأخرى.
مع هذا، يقول التقرير إنّ “المرشد الأعلى الحالي لإيران علي خامنئي يفهمُ لغة الأسلحة والتكتيكات العسكرية كتخصيب الوقود النووي والجهود الرامية إلى زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة، غير أنه يعي أيضاً فكرة التوقيت المناسب”.
وختم: “لقد حان الوقت لأن يدرك العالم أن المرشد الأعلى لا يسعى وحسب إلى تدمير إسرائيل والشرق الأوسط، وإنما يهدف أيضاً إلى غرس بذور الاضطراب والدمار في أمريكا وأي دولة غربية تُعارض رؤيته المشوهة للفوضى العالمية”. (24)