نشر موقع “24” الإماراتي تقريراً تحت عنوان “هل اقتربت نهاية نتنياهو؟”، وجاء فيه:
ولفت إلى أن الـ350 ألف محتج في تل أبيب، يعادلون 2.4 مليون بريطاني أو 12 مليون أمريكي احتشدوا في مكان واحد من أجل قضية واحدة، وسرعان ما برز السؤال: هل هذه نقطة الانعطاف السياسية لنتنياهو؟.
ويضيف بنكاس: “الجواب هو ربما، لكن ذلك يعتمد على مدى ديمومة هذه التظاهرات، وهل تعكس حجماً من الاشمئزاز الذي قد يترجم إلى اضطرابات سياسية؟، هل ستؤدي إحباطات وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي ومجتمع الاستخبارات حيال نتنياهو، إلى تأجيج المزيد من التظاهرات؟ لا يمكننا أن نعرف على وجه اليقين بعد، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فسيواجه نتنياهو مأزقاً سياسياً كبيراً، وهو مأزق تمكن بطريقة أو بأخرى من تجنبه أشهراً عدة”.
وتابع: “مهما كان شعور الإسرائيليين بالغضب، فإن مقتل الرهائن كان متوقعاً بشكل مأسوي. ما حصل هو أنّ غالانت من أن ذلك سيحدث، كما حذر رئيس الموساد ورئيس جهاز الأمن العام، الشاباك مما حصل. ومع ذلك، لم يرغب نتنياهو قط في التوصل إلى صفقة رهائن تتضمن وقف النار، فهو لا يريد أي اتفاق لا يمكنه وصفه بأنه “نصر كامل”، وهو هدف زائف وبعيد المنال، وضعه للتأكد من استمرار الحرب”.
ويُكمل: “علاوة على ذلك، فإن ميل نتنياهو للتصعيد، إلى جانب إطالة أمد الحرب في غزة، يشكلان مؤشرين صارخين، على أن مصالحه الأوسع تمنع مثل هذه الصفقة، فهو يريد الترويج للرواية القائلة بأن هذه ليست حرباً تقتصر على غزة، بل صراعاً واسعاً مع إيران ووكلائها، وهذا يضع حرب 7 تشرين الأول في سياق أوسع، ويخفف من مسؤوليته”.
وأردف: “كان الهجوم الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل، وكارثة ذات أبعاد تاريخية من كل النواحي: في السياسة والردع والأمن والاستخبارات والسمعة والفخر الوطني. نتنياهو، الذي وصف نفسه عبثاً بأنه سيد الأمن، وزعيم عالمي في مكافحة الإرهاب، تبين أنه ليس كذلك. لقد رفض تحمل المسؤولية، وتحدى المنتقدين الذين شككوا في سياساته المتراخية والمعيبة، وتهرب من المساءلة. وبدلاً من ذلك، ألقى باللوم على الجيش وأجهزة الاستخبارات و”النخب الليبرالية”، وأي شخص آخر يمكن أن يفكر في فشله”.
واستكمل: “نظراً إلى أنه في الأشهر التسعة التي سبقت السابع من تشرين الأول، كانت إسرائيل غارقة في تظاهرات حاشدة ضد الانقلاب الدستوري المناهض للديمقراطية الذي قام به نتنياهو، وكان هناك توقع بأن الحرب وعدم كفاءة نتنياهو من شأنهما أن يعجلا باحتجاجات واسعة النطاق. عملياً، فإن ذلك لم يحدث، أولاً، لأن الدمار والمعاناة والإذلال في 7 تشرين الأول، أصاب الجمهور المكتئب بالشلل. ثانياً، في العقلية الوطنية الإسرائيلية، عندما تكون البلاد في حالة حرب، فإنك لا تتظاهر. ثالثاً، برر الجمهور الإسرائيلي الحرب، راغباً بشدة في الانتقام وافترض بسذاجة أن نتنياهو سيستقيل عن طيب خاطر في مرحلة ما. رابعاً، انضم تحالف المعارضة، بقيادة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، موقتاً إلى “حكومة حرب” لتقديم خبرتهما وتحقيق التوازن مع اليمين المتطرف”.
وقال: “إن استعداد غانتس للمساهمة بتجربته، أدى إلى بقائه في الحكومة بشكل مريح لمدة 8 أشهر، لم يفعل خلالها شيئاً، ولم يضف أية قيمة، ونادراً ما تحدى نتنياهو. وبدلاً من ذلك، زود نتنياهو بغطاء سياسي وافر ودائم، وتالياً أقنع الكثير من الإسرائيليين، بأنه إذا كان في الحكومة وكانت الحرب مستمرة، فلا فائدة من التظاهر”.
وقال: “هذا بالضبط ما راهن عليه نتنياهو. إن العدد الكبير من إخفاقاته في السياسة الخارجية، مثل إيران وغزة والعلاقات مع الولايات المتحدة، وأوجه القصور المحلية – الانقلاب الدستوري الفاشل، وارتفاع تكاليف المعيشة، والصراع الاجتماعي – لا ينبغي أن تخفي حقيقة أنه أكثر دهاءً في السياسة من أي من منافسيه، فرادى أو مجتمعين. إن تشكيل ائتلاف متماسك بالشعبوية والغوغائية والتمكن من البقاء، هو الشيء الوحيد الذي يجيده”.
وختم بنكاس بالقول: “رغم ذلك، هناك دليل على أنه قد وصل إلى طريق مسدود سياسياً، وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن 70% من الإسرائيليين يريدون منه الاستقالة، ومن الواضح أن هذا ما تريده الإدارة الأميركية. إن سوء إدارة نتنياهو لمصير الرهائن ربما شكلت تلاعباً ذهب به بعيداً، حتى بالنسبة له”. (24)