وأكد سياسيون أن مراوغات نتنياهو لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، في ظل التهرب التام من الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة، ويعيد الرهائن، حيث يدرك نتنياهو جيداً أن الخطوة التالية بعد وقف الحرب في غزة ستكون خروجه من السلطة، ومحاكمته على المستوى الشعبي والسياسي أيضاً.
إلقاء التهم
وقالت أستاذة العلوم السياسية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية الدكتورة نورهان الشيخ إن نتنياهو يسعى منذ بداية الحرب في قطاع غزة لإلقاء التهم هنا وهناك، لصرف النظر عن جرائمه السياسية، وآخر تلك المواقف هو الزج باسم مصر في الاتهامات المرفوضة بشأن تهريب السلاح لحركة حماس عبر محور فيلادلفيا.
وأوضحت نورهان الشيخ أن نتنياهو سوف يستمر في هذه السياسية لحين إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومعرفة من سيكون الرئيس الأميركي الجديد، لتحديد الموقف بشأن الحرب في قطاع غزة، ولن يتوصل على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، والذي يتضاءل عددهم كل يوم.
وأشارت عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى أن تصريحات نتنياهو سوف تؤدي إلى توقف الوسطاء، وخاصة مصر وقطر، عن ممارسة دورهم في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وسيؤدي ذلك إلى استمرار الوضع على هو عليه، بل سيزداد سوءاً خلال الفترة المقبلة.
وردت مصر على نتنياهو، في إفادة للخارجية، أمس الثلاثاء، بتأكيد “رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي”، مشيرة إلى أنه “حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة، التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة”.
الأمل في الداخل
وحول فرص الوصول إلى وقف إطلاق النار، قالت الدكتورة نورهان الشيخ إنه في ظل غياب وضعف الإدارة الأميركية للضغط على نتنياهو يبقى الأمل الوحيد في الداخل الإسرائيلي من خلال ممارسة الضغوط السياسية والشعبية على نتنياهو، والموقف الحالي يشير إلى ذلك في ظل التظاهرات المستمرة ضد الحكومة.
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية أن نتنياهو ينتظر وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض لضمان بقائه السياسي، وسيواصل تعطيل اتفاق الهدنة لحين إيجاد ضغط حقيقي لا يمكن التصدي له حتى يرضخ لتلك الضغوط.
و”محور فيلادلفيا” هو شريط حدودي بطول 14 كيلومتراً بين غزة ومصر، ويعدّ منطقة عازلة بموجب الاتفاقية الموقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979، ومنذ اندلاع حرب غزة أصبح نقطة أزمة بين القاهرة وتل أبيب، خاصة بعد احتلاله من جانب الجيش الإسرائيلي في آيار الماضي مع الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأصبح المحور عقبة رئيسية في مصير اتفاق هدنة غزة مع تمسُّك نتنياهو بالبقاء فيه على خلاف مَطالب حماس بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، والرفض المصري، وسط مفاوضات تراوح مكانها وتنتظر “مقترحاً نهائياً أميركياً”. (24)