ذكر موقع “Responsible Statecraft” الأميركي أن “العمليات العسكرية الإسرائيلية الهجومية انتقلت، في الوقت الراهن، من قطاع غزة إلى الضفة الغربية. وشنت إسرائيل سلسلة من الغارات والهجمات على جنين وغيرها من مدن الضفة الغربية في الأسبوع الماضي ولا زالت مستمرة. ورغم أن المذبحة التي شهدتها غزة خلال الأشهر الـ 11 الماضية كانت أكبر حجماً ولا تزال تستحق القدر الأعظم من الاهتمام، فإن العمليات الجديدة في الضفة الغربية تشكل تصعيداً إضافياً للعنف المتسارع ضد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الفترة عينها. وتشكل عمليات الضفة الغربية امتدادا مباشرا لما فعلته إسرائيل حتى الآن في غزة”.
وبحسب الموقع، “إن التأثير السلبي المباشر للعمليات الإسرائيلية الأخيرة هو نفسه الذي حدث في غزة، وإن كان على نطاق أضيق حتى الآن. ولا تقتصر المعاناة على الوفيات والإصابات المباشرة،فقد تم طرد العديد من السكان قسراً من منازلهم، كما تعطلت الرعاية الطبية بسبب الحصار المفروض على المستشفيات، وتم هدم الشوارع بالجرافات وتدمير البنية الأساسية اللازمة للحياة اليومية. وتتحدث التصريحات الإسرائيلية الرسمية عن استهدافها”إرهابيين”، وأن القضاء عليهم هو ظاهرياً الهدف من العمليات العسكرية. ولكن مرة أخرى، وكما حدث في غزة، فإن أغلب الضحايا هم من المدنيين الأبرياء”.
وتابع الموقع، “ما يحدث في الضفة الغربية اليوم هو فصل آخر في القصة الطويلة المأسوية لقادة إسرائيل الذين اختاروا العيش إلى الأبد مع العنف، مما جلب صراعاً لا نهاية له لإسرائيل نفسها ومعاناة لا نهاية لها للأمة الفلسطينية. إن الهجوم على الضفة الغربية يوفر سبباً إضافياً للمراقبين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ليس فقط للاعتراف بل وللتحدث بصراحة عن السبب الدقيق وراء اتباع إسرائيل لهذا المسار المدمر. وهناك ارتباط بين هجوم حماس في السابع من تشرين الأول والعمليات العسكرية الحالية في الضفة الغربية. فقد كان نقل الموارد العسكرية من جنوب إسرائيل إلى الضفة الغربية في وقت سابق جزءاً من الأسباب التي جعلت إسرائيل ضعيفة أمام هجوم حماس”.
وبحسب الموقع، “إن الضفة الغربية هي جزء من الهدف الإسرائيلي أكثر من قطاع غزة. ورغم أن بعض القوميين المتدينين الإسرائيليين يتحدثون عن إعادة المستوطنات اليهودية إلى غزة، فإن الضفة الغربية والقدس كلها تلعب الدور الأكبر في تحقيق هذا الهدف. إذاً لا بد للسياسة الأميركية أن تعكس إلى أي مدى تعمل إسرائيل على تقويض أمنها بدلاً من تعزيزه. فالاحتفاظ بالأراضي المحتلة يشكل عبئاً على الجيش الإسرائيلي، وليس تعزيزاً له. والواقع أن التكتيكات القاتلة التي تتبناها إسرائيل في غزة، والتي تتسارع الآن في الضفة الغربية، تعمل على تحفيز المقاومة القاتلة ضد إسرائيل أكثر مما تعمل على إخمادها”.
وختم الموقع، “ليس لدى الولايات المتحدة مصلحة إيجابية في أغلب السلوكيات الإسرائيلية التي تمت تغذيتها بواسطة الدعم المادي والدبلوماسي الأميركي. كما ولا توجد لدى الولايات المتحدة مصلحة إيجابية في احتفاظ إسرائيل بالضفة الغربية، أو في التطهير العرقي للفلسطينيين”.