أصبحت غانا وتوغو وبنين وساحل العاج، وجهة لجماعات متطرفة تسعى لترسيخ وجودها فيها.
وبعد أن كانت هذه الجماعات تحصر وجودها في منطقة الساحل الأفريقي، أصبحت توسع نشاطاتها لتصل لغرب أفريقيا، وفق ما يؤكده الخبير في الجماعات المتطرفة المسلحة أحمد سلطان، في حديثه لموقع “الحرة”. وأضاف أن هذه الجماعات توسع عملياتها في أفريقيا في مناطق جديدة ودول لم يكن فيها أي حضور لها، ولكنها نفذت فيها عمليات إرهابية.
وأوضح سلطان أن “دولة بنين من هذه الدول، والتي تعرضت لهجمات نفذها تنظيم داعش في فترات سابقة، كذلك الحال أيضا في دولة توغو، وهناك دول مستهدفة أيضا مثل ساحل العاج وغانا”.
وأشار إلى أن “الرصد للهجمات التي تتعرض لها هذه الدول يكشف عن وجود وتوسع هذه الجماعات المتطرفة، والتي تنطلق أيضا من منطقة حوض تشاد والساحل الأفريقي”.
وحذر الخبير في الجماعات المسلحة من وجود “تنظيم وتنسيق واتصال بين هذه الجماعات في استراتيجيات العمل”، وتابع أن “تنظيم داعش في منطقة غرب أفريقيا، قام بدمج مكتب (الفرقان) وهو مكتب القيادة الإقليمية للتنظيم في غرب أفريقيا مع مكتب الساحل الأفريقي (الأنفال)، ليصبح أبو مصعب البرماوي ‘أميرا’ لمكتبي الفرقان والأنفال، ومن بعد ذلك بدأنا نشهد زيادة في الهجمات في دول تلك المنطقة”.
ويقدر الخبير سلطان، وجود “أكثر من 6 آلاف مقاتل لداعش في هذه المناطق في أفريقيا، ناهيك عن ضعف الجيوش في هذه الدول”، بالإضافة إلى “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وجماعة أنصار الإسلام.
وعن سبب توسع الجماعات، يرى سلطان أن هذه الجماعات المتطرفة تسعى لتوسيع رقعة نفوذها لعدة أسباب، أبرزها من أجل “الحصول على الموارد المختلفة، والسيطرة على الطرق الحيوية لتحصيل ما تفرضه من رسوم مقابل المرور عبرها، أو حتى بتحصيل الزكاة وضريبة الحماية، على السكان أو أصحاب الأعمال في تلك المناطق، أو حتى الاستفادة من استخراج الموارد الطبيعية وبيعها للاستفادة من إيراداها لتمويل نشاطاتها”. أما السبب الثاني، هو ضعف أجهزة الأمن والجيوش في تلك الدول، ناهيك عن انسحاب القوات الأجنبية من العديد من الأفريقية، والتي كانت تمارس دورا هاما في محاربة هذه الجماعات.
والسبب الثالث، على حد تعبير سلطان، هو توفّر حاضنة بين المجتمعات لهذه المجموعات، خاصة بسبب سوء الأوضاع التي يعيشها الناس، أو بسبب الصراعات الإثنية التي لا نهاية لها.
وتوسُّع هذه الجماعات بهذه الطريقة يعني “أنها تكتسب القوة والتنظيم يوما بعد يوم، ولديها قدرات على بسط نفوذها في مناطق جديدة، ما يعني إما نقل عملياتها أو التوسع بها”، بحسب سلطان. (الحرة)