تشير دراسة جديدة إلى أن مختبر ووهان الصيني، الذي حامت حوله شكوك فيدرالية أميركية بأنه سرب فيروس كوفيد-19، ربما أطلق أيضًا سلالة “متطورة للغاية” من شلل الأطفال في عام 2014.
وبحسب ما نشرته “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، فإن الدراسة المثيرة للجدل، تشير إلى أن سلالة شلل أطفال أصابت صبيًا يبلغ من العمر أربع سنوات وسط تفشٍّ فيروسي أوسع نطاقًا في مقاطعة آنهوي الصينية، تعد متطابقة بنسبة 99% مع متغير شلل الأطفال، الذي تم تخزينه على بعد حوالي 320 كم، خلال نفس الفترة الزمنية، في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
ولا يستطيع الباحثون في معهد باستور الفرنسي أن يحددوا على وجه اليقين من أين نشأت السلالة، التي أطلق عليها اسم “WIV14″، لكنهم أصروا على أنه “يجب استكشاف” احتمالين، أحدهما هو أن يكون شلل الأطفال WIV14 قد نشأ داخل معهد ووهان نفسه.
وقد قارن باحثو معهد باستور، الحمض النووي من الجينوم الكامل لسلالة شلل الأطفال WIV14 مع سلالة “Saukett A” المستخدمة في صنع العديد من لقاحات شلل الأطفال. واكتشفوا أن 70 نيوكليوتيدًا فقط من الاختلاف بين السلالتين عبر الجينومات، التي تحتوي على أكثر من سبعة آلاف من اللبنات الأساسية للحمض النووي.
وكتب الباحثون أنه “نظرًا لأن سلالة Saukett A وWIV14 تشتركان في أكثر من 99% من التشابه، فمن المحتمل أن يكون قد حدث العديد من حالات تسرب فيروس شلل الأطفال غير الموثقة في الماضي من المرافق التي تتعامل مع فيروسات شلل الأطفال”. ولكن دكتور مايل بيسود، الذي يدير مركز معهد باستور لتتبع فيروسات شلل الأطفال، وفريقه حذروا من أنه “ربما يكون فيروس WIV14 قد ظهر بعد انتشار سلالة من فيروس شلل الأطفال تم إطلاقها في أي مكان في العالم قبل أخذ عينات منها في الصين”، كما رجحوا نظرية واحدة من شأنها أن تلقي باللوم بشكل مباشر على الباحثين الطبيين في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
في هذا السيناريو، كان “التلوث المتبادل” في معهد ووهان لعلم الفيروسات ليؤدي إلى نتيجة إيجابية كاذبة، بسبب الخلط بين نسخة مسربة من المختبر ومتحولة قليلاً من Saukett A وسلالة برية جديدة من شلل الأطفال WIV14، في الطفل البالغ من العمر 4 سنوات والذي تم تشخيصه في عام 2014 وسط تفشي للمرض في مقاطعة آنهوي بوسط الصين.
وكانت الفرضية الأخرى للدكتور بيسود وزملائه في معهد باستور بشأن نتائج شلل الأطفال غير المتوقعة للطفل، البالغ من العمر 4 سنوات، ببساطة هي أن “الطفل مصاب حقًا” بفيروس شلل الأطفال WIV14. و”في هذه الحالة، سيكون فيروس WIV14 من نسل سلالة PV من الخمسينيات”، في إشارة مباشرة إلى أن سلالة Saukett A التي تعود إلى حوالي عام 1952، والتي “تم إطلاقها من خزان طبيعي كان كامنًا فيه لعقود من الزمان أو من منشأة”.
وقال دكتور إبرايت، الذي يدير معهد واكسمان لعلم الأحياء الدقيقة بجامعة روتجرز، إنه “وفقًا لهذه الفرضية، حدث إطلاق المختبر في مكان ما في الصين، ولكن ليس بالضرورة في WIV. يمكن أن يكون في أي مكان تقريبًا في الصين”.
في الواقع، كان المحققون في مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات لـ “مسببات الأمراض الخاصة والسلامة البيولوجية”، في حيرة شديدة من سلالة WIV14 لدرجة أنهم أبلغوا عنها باعتبارها طفرة “متطورة للغاية” لسلالة أخرى محفوظة في المختبر، سميت على اسم دكتور ألبرت سابين.
وخلص الباحثون إلى أن نظرية مجموعة ووهان القائلة بأن WIV14 تطور من سلالة فيروس لقاح فموي حديث قائم على Sabin 3 و”تطور بشكل عشوائي” ليشبه شلل الأطفال عن كثب من منتصف القرن العشرين، كانت “غير محتملة”.
وقال دكتور إبرايت إن “هناك متغيرات من الفرضية الثانية، حيث لم يكن الفيروس ناتجًا عن مختبر، ولكن تم تجميده بطريقة ما في التربة الصقيعية”، “أو على كوكب المريخ أو شيء من هذا القبيل”، ناصحًا بأنه “لكن لا ينبغي النظر في هذه الفرضية على محمل الجد. إذ أنها بدائل ممكنة، لكنها غير محتملة”.
وأضاف: “في ظل أي من الفرضيتين (تلوث المختبر أو إطلاق المختبر)، فإن النتائج تؤكد [أن] التردد المرتفع بشكل مذهل لحوادث البحث في علم الفيروسات التي تعرض عامة البشر للخطر والحاجة الملحة إلى تعزيز الرقابة الوطنية والدولية على السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي وإدارة المخاطر البيولوجية”. (العربية)