ذكر موقع “الحرة” أنّه رغم نجاح قوات من الجيش الأوكراني في التوغل داخل مناطق روسية والسيطرة على نحو ألف كيلومتر مربع من إقليم كورسك، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُراهن على نجاح قوات الكرملين في تحقيق المزيد من التقدم في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد أوضح مدير “مركز”دراسات الشرق الأوسط” في كييف إيغور سيميفولوس أن “دخول القوات الأوكرانية إلى إقليم كورسك أثبت للجميع ما كانت تتحدث عنه كييف منذ فترة طويلة، وهو أنه ليس لدى روسيا الموارد والاحتياطات العسكرية الكافية للاستمرار في الحرب لفترة طويلة، وأن موسكو حاليا على شفا الحد الأقصى لإمكانياتها في هذه الحرب”.
وأضاف سيميفولوس أن “العملية الأوكرانية تحمل في طياتها بعدا إعلاميا موجها نحو زيادة عدم رضا المجتمع الروسي على الحرب في أوكرانيا، وعدم قدرة بوتين ونظامه على حماية أراضي بلاده ورعاياه”.
وفي المقابل، رأى مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية والباحث في العلاقات الدولية سعيد سلام أنّ القوات الروسية “قد حققت تقدما خلال الأشهر الماضية في إقليم دونيتسك، حيث استطاعت السيطرة على بعض القرى والمواقع، مما يعزز من موقف موسكو في هذه المناطق، ويزيد الضغط على القوات الأوكرانية”.
ولفت سلام إلى أن “هذا التقدم الروسي يسبب قلقًا لدى أوكرانيا بشأن استقرار الجبهة في هذه المنطقة والقدرة على الدفاع عنها، لكن كييف لا تقف وحدها في التصدي للعدوان الروسي”.
وأضاف: “أوكرانيا تعمل بشكل وثيق مع الحلفاء الدوليين لتنسيق الجهود الدبلوماسية والعسكرية، بما في ذلك الحصول على العتاد والأسلحة الحديثة، بالإضافة إلى الدعم الاقتصادي المطلوب من الدول الغربية”.
ومن الأمور التي أكد سيميفولوس أنها تمثل ضغطا على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا، “الوضع الاقتصادي الصعب”، موضحا: “لا يمكن القول إنه في القريب العاجل سوف تتكرر الأزمة الاقتصادية التي مرّ بها الاتحاد السوفييتي في سنواته الأخيرة قبل انفراط عقده في أوائل تسعينيات القرن الماضي”.
وتابع: “لكن كل المعطيات تشير إلى أن الاقتصاد الروسي في حالة تدهور مستمر، وهذا يعني أن ذلك سوف يؤدي إلى حدوث ضغوط تضخمية كبيرة ومشاكل اقتصادية أخرى، بسبب الإنفاق المفرط من قبل الدولة على القطاع العسكري، وصرف مخصصات مالية كبيرة للجنود والمرتزقة الذين يشاركون في الحرب”.
ونوه الباحث الأوكراني إلى أن “ذلك الإنفاق لا يقدم أي تطور فعلي للاقتصاد والخدمات في الدولة، وعليه فالعديد من الاقتصاديين يتوقعون ازدياد تلك المشاكل الاقتصادية خلال الأشهر المقبلة حتى الربيع، وارتفاع وتيرة ردة فعل المواطنين الروس الناقمة عى سوء الأوضاع المعيشية”.
وأوضح سلام أن “العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، تضعف الاقتصاد الروسي وتقلل من قدرته على تمويل الحرب”.
ولفت إلى أن ذلك يؤدي بالضرورة إلى “إضعاف قدرات المجمع العسكري على تعويض الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها القوات الغازية على الجبهة، أو جراء استهداف مستودعات الأسلحة ومستودعات النفط داخل العمق الروسي”.
وأكد أنه “رغم التحديات الكبيرة، فإن القوات الأوكرانية أظهرت مرونة وقدرة على الصمود في وجه الهجمات الروسية، وهذا يعزز من معنويات الجنود والمدنيين على حد سواء، ناهيك عن أن الشعب الأوكراني يظهر دعماً قوياً للقوات المسلحة، مما يعزز من الروح المعنوية ويزيد من قدرة البلاد على مقاومة الغزو”. (الحرة)