سألت صحيفة “The Spectator” البريطانية “هل هُزمت حماس أخيراً في غزة، بعد مرور ما يقرب من عام على شنها الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل؟ بالنسبة لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآفغالانت، فان حماس لم تعد تمتلك القدرة العسكرية في غزة. في الواقع، لقد تعرضت حماس لضربة موجعة منذ تشرين الأول. فقد تم تدمير العديد من أنفاقها بشكل كامل أو جزئي، واغتيل العديد من قادتها، كما وتم القضاء على اثنين من كبار قادتها الثلاثة، محمد ضيف ومروان عيسى، فضلاً عن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران”.
وبحسب الصحيفة، “رغم أن عدد قتلى حماس غير معروف، إلا أنه كبير. والأمر الأكثر أهمية هو أن القضاء على عدد من قياديها وتدمير أو مصادرة العديد من أسلحتها أدى إلى تقليص قدرة الحركة على الرد بفعالية. ولكن كل هذا لا يعني أن التهديد قد زال تماماً. إذا سحبت إسرائيل قواتها من غزة، فإن الافتقار إلى قيادة فلسطينية قوية وفعالة بما يكفي لسد الفجوة في السلطة التي خلفتها حماس يعني أن الحركة قد تتمكن من إعادة بناء قدراتها”.
ورأت الصحيفة أن “هذا يعني أمرين بالنسبة لإسرائيل. الأول هو أن هذا الأمر يسمح للجيش الإسرائيلي بالانتقال إلى المرحلة التالية من القتال. وهذا يعني قتالاً منخفض الشدة، معظمه فوق الأرض، مما يجبر مقاتلي حماس على الاختباء تحت الأرض، وتحويل الحرب إلى حصار من شأنه أن يجعل من الصعب عليهم تنفيذ الهجمات.ومن المأمول أيضاً أن يفرض هذا القدر الكافي من الضغوط على حماس لحملها على الموافقة على الاتفاق وإطلاق سراح الرهائن المتبقين. وبسبب القيود العسكرية التي تواجهها حماس، لجأت الحركة إلى تكتيكات حرب العصابات”.
وبحسب الصحيفة، “فإن تحقيق الأمر الأول يتطلب أفراجاً أقل من الجيش الإسرائيلي. وهنا يأتي الأمر الثاني الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل. فإذا تمكنت من تحقيق الأمر الأول، حينها ستتمكن إسرائيل من تحويل الموارد لمحاربة حزب الله في لبنان. لقد أبدت الحكومة الإسرائيلية ترددها في بدء حرب شاملة على جبهة ثانية في حين لا تزال تخوض حرباً في غزة، وركزت على استهداف قادة حزب الله وترساناته من الأسلحة. ومن المتوقع أيضاً أن تكون الحرب في لبنان محفوفة بالمخاطر إلى حد كبير، ذلك أن حزب الله أكبر وأقوى كثيراً من حماس، وسوف يثبت القتال في لبنان أنه أكثر صعوبة من القتال في منطقة صغيرة من قطاع غزة”.
وتابعت الصحيفة، “قال غالانت للجنود يوم الثلاثاء إن الجيش الإسرائيلي على وشك إكمال مهمته في الجنوب، ومهمته الجديدة هي تغيير الوضع الأمني في الشمال. وقال للجنود في نهاية مناورة تدريبية تحاكي حربًا برية في جنوب لبنان إنه “يجب أن يكونوا مستعدين لإكمال المهمة”. ويبقى الهدف الرئيسي لإسرائيل في غزة منع حماس من إعادة بناء قدراتها والعودة إلى السلطة. ولكي تتحقق هذه الغاية، قد يتولى الجيش الإسرائيلي توزيع المساعدات في غزة”.
وختمت الصحيفة، “يتعين على الدول المؤثرة، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أن توضح لكل من قطر وإيران أن مساعدة حماس على إعادة البناء سوف تقابل بعقوبات قاسية”.