ويضيف: “عزز هذا الهجوم المعنويات في أوكرانيا التي كانت تواجه صعوبات عسكرية واقتصادية طوال عام 2024، كما ساهم في إبطاء تراجع الدعم السياسي الغربي للحرب، وفرض تكاليف إضافية على روسيا سواء من الناحية العسكرية أو من حيث سمعتها. وإذا استطاعت أوكرانيا الحفاظ على بعض الأراضي الروسية التي احتلتها، فقد تكون هذه ورقة مساومة هامة في أي مفاوضات محتملة لإنهاء الصراع”.
وويقول الكاتب: “ثانياً، كان تقدم أوكرانيا إلى روسيا محفوفاً بالمخاطر في الوقت عينه؛ فقد اضطرت أوكرانيا إلى سحب نحو 10 آلاف جندي بعيداً عن مهامهم الدفاعية الحاسمة السابقة في شرق أوكرانيا، وهي فرصة قد تستغلها روسيا وهو ما فعلته، وخاصة في منطقة دونيتسك، حيث يحرز بوتين تقدماً”.
ويتابع: “أصبحت التكتيكات الروسية أكثر وحشية من أي وقت مضى، مما أدى إلى زيادة الضحايا والخسائر للأوكرانيين سواء في ساحة المعركة في شرق أوكرانيا أو في أماكن أخرى.
ويبدو أن الهدف الروسي هو شل البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا لفصل الشتاء القادم، حيث تكثف هجماتها على توليد الطاقة في أوكرانيا”.
ويرى أنّه “من المرجح أن يستمر هذا النمط وأن تكون النتيجة خفض توافر الطاقة إلى حوالي 12 ساعة في اليوم، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على السكان المدنيين ومن المرجح أن يجعل استمرار الحرب أكثر كراهية”.
ويقول خليل زاد: “ثالثاً، إن خيارات روسيا وأوكرانيا للتصعيد العسكري الكبير محدودة للغاية ومحفوفة بالمخاطر. من الناحية المثالية، ترغب أوكرانيا في الحصول على أعداد كبيرة من الأسلحة بعيدة المدى لتهديد روسيا، أو زيادة مشاركة حلف شمال الأطلسي أو أعضائه في الصراع”.
ويضيف أنّه “من المرجح أن يرى زعيم البلاد ومساعدوه أن هذه هي الخطوات هي التي يمكنها أن تحرك الحرب لصالحهم. ومع ذلك، فإن آفاق الخيارين ليست جيدة بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة بالتصعيد والصراع بين روسيا والغرب، كما يقدرها القادة الأمريكيون وغيرهم من القادة الغربيين الرئيسيين”.
وفي الوقت عينه، هددت روسيا في بعض الأحيان باللجوء إلى الأسلحة النووية. ومع ذلك، يقول الكاتب إن “مثل هذه الخطوة تنطوي على مخاطر على جبهات متعددة، مستبعداً اللجوء إليها إلا في ظروف خاصة جداً”.
ويتابع: “رابعاً، لا تؤيد الاتجاهات السياسية في الولايات المتحدة وأوروبا تمديد الحرب إلى أجل غير مسمى، وكان الدور الأميركي حاسماً في دعم أوكرانيا، وكان الأوروبيون المصدر الثاني الأكثر أهمية لهذا الدعم”.
ومع ذلك، يرجح الكاتب أن تقلل الولايات المتحدة من دعمها بمرور الوقت في أعقاب انتخابات الرئاسة.
وسوف يدفع الرئيس ترامب بسرعة نحو التوصل إلى تسوية دبلوماسية، بينما ستجد الرئيس هاريس صعوبة في الحفاظ على مستويات الدعم الحالية.
ويشير الكاتب إلى أنه من المرجح أن يميل الاتجاه في أوروبا، وخاصة في ألمانيا في أعقاب الانتخابات الأخيرة حيث حققت المجموعات المعارضة لدعم الحرب في أوكرانيا أداء جيداً، إلى تعديل برلين لسياساتها بشكل كبير.
ولفت الكاتب النظر إلى أنه في أعقاب الانتخابات الأميركية، سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يتبنوا تسوية تفاوضية للحرب في أوكرانيا كهدف شامل.
ودعماً لهذا الهدف، لابد أن تكون الاستراتيجية ذات شقين: لابد وأن يظل الدعم لأوكرانيا قوياً، لأن بوتين لن يكون مهتماً بالتوصل إلى تسوية تفاوضية من دون ذلك، ولابد وأن يكون هناك انخراط قوي بالقدر نفسه مع كل من روسيا وأوكرانيا بشأن أشكال المفاوضات وشروط التوصل إلى نتيجة معقولة. (الامارات 24)