ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أن “ذكرى السنة الأولى لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول اقتربت. ومع تلاشي الآمال في التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن، فمن هم المستفيدون من استمرار الصراع؟
بحسب الصحيفة، “المستفيدون هم: زعيم حماس يحيى السنوار، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس السابق دونالد ترامب، وإيران. فكل من نتنياهو والسنوار لديهما مصالح مشتركة في إطالة أمد الحرب، على الرغم من تغير بعض التفاصيل التكتيكية. ورغم محاولات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومصر وقطر، إلا أن نهاية الحرب لا زالت غير واضحة. ويلقي كثيرون، وخاصة في إسرائيل، باللوم على نتنياهو في تحريك مرمى النيران وإصراره المتأخر على الحفاظ على السيطرة على ممر فيلادلفيا.ولكن لا يمكننا أن نتجاهل أن السنوار ليس لديه أي رغبة في التوصل إلى وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب”.
وتابعت الصحيفة، “في أعقاب اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز، أصبح السنوار الزعيم السياسي والعسكري بلا منازع لحركة حماس. ولكن السنوار ما زال مختبئا ولا يستطيع الظهور، كما وتسعى إسرائيل إلى اغتياله. ورغم أن وقف إطلاق النار قد يجعلسكان غزة يشعرن بالارتياح، لكته قد يؤدي أيضا إلى تحدي قيادة السنوار، وخاصة في الضفة الغربية. ولكن السنوار لن يحصل على أي شيء من الصفقة وسوف يضطر إلى البقاء مختبئا”.
وأضافت الصحيفة، “غالباً ما ننسى أن حماس مدفوعة بأيديولوجية دينية، وعلى هذا فإن السنوار لا يتردد في التضحية بالآلاف من الناس باسم “القضية”. وفي الوقت نفسه، قد يزعم البعض أن حماس تفوز بالحرب. أما سمعة إسرائيل على المستوى العالمي فقد أصبحت في حالة يرثى لها. فما زال غلاف غزة الذي يحد القطاع خالياً من الإسرائيليين، كما أن القصف الذي يشنه حزب الله على الشمال منع أكثر من مائة ألف شخص من العودة إلى منازلهم”.
وبحسب الصحيفة، “إن التكلفة الشخصية المترتبة على إبقاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط في الخدمة تدفع الأسر والشركات الإسرائيلية إلى الخراب. كما وخُفض التصنيف الائتماني السيادي لإسرائيل، إلى جانب تصنيفات أكبر أربعة بنوك في البلاد، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض حتى بعد الحرب.ويقال إن الصراع كلف إسرائيل نحو 68 مليار دولار”.
وتابعت الصحيفة، “مثله كمثل السنوار، لا يرغب نتنياهو أيضا في رؤية نهاية للحرب. فهو يعلم أنه إذا أبرم صفقة، فإن القوميين اليمينيين المتطرفين في ائتلافه سوف ينسحبون من الحكومة. أما الحزبان المتشددان، شاس ويهدوت هتوراة، فهما أكثر مرونة في مايتصل بصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، وسوف يصوتان لصالح الصفقة. ولكن نتنياهو يدرك أن حياته السياسية قد انتهت إذا تم التوصل إلى اتفاق، لأن سقوط الحكومة سوف يتطلب إجراء انتخابات جديدة. وعلى هذا فإن الحافز الذي قد يدفعه إلى عقد صفقة ضئيل للغاية، وهو على استعداد للمخاطرة بحياة الرهائن الإسرائيليين، حتى في حين تظل التهديدات الوجودية الحقيقية مثل إيران تلوح في الأفق”.
وبحسب الصحيفة، “إن أغلب الاستراتيجيين الإسرائيليين يجدون في ادعاء نتنياهو بأن التخلي عن السيطرة على ممر فيلادلفيا لمدة تصل إلى 42 يوماً يشكل تهديداً لوجود إسرائيل أمراً مضحكاً. فقال مدير جهاز الأمن الداخلي السابق نداف أرغمان إن حكومة نتنياهو كانت كارثة وأنه كان يسترشد بدوافع سياسية بحتة. إن السياسة الأميركية تشكل أيضا جزءا من رغبة نتنياهو في عدم إبرام صفقة تبادل أسرى أو وقف إطلاق نار الآن. ويحاول نتنياهو كسب الوقت، على أمل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، ومن ناحية أخرى، من المفترض أن تعمل صفقة تبادل أسرى أو وقف إطلاق نار لصالح كامالا هاريس. ويعتقد نتنياهو أنه سيكون قادرا على التصرف دون ضغوط من إدارة ترامب. قد يكون هذا هو الحال أو لا يكون، لكنه بالتأكيد جزء من تفكير نتنياهو”.
وتابعت الصحيفة، “أخيرا، أثبت “محور المقاومة” الإيراني قدرته على الاستمرار والفعالية، كما نجحت إيران حتى الآن في منع تشكيل تحالف سني إسرائيلي لتحدي القوة الإيرانية”.