ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “من بين السمات الأكثر قابلية للتنبؤ في الصراع في أوكرانيا التهديدات المروعة التي يطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كل مرة يسعى فيها زعماء الغرب إلى تعزيز القوة النارية للجيش الأوكراني.والواقع أن خطاب بوتين مصمم لترهيب زعماء الغرب وحملهم على تخفيف موقفهم المؤيد لأوكرانيا. وقد بدأت التكتيكات التي ينتهجها بوتين في غضون أيام من إطلاق روسيا لما يسمى “العملية العسكرية الخاصة” لغزو أوكرانيا. ولردع التدخل الغربي، حذر من أن الغرب سيواجه “عواقب مروعة” إذا دعم نضال أوكرانيا من أجل الحرية”.
Advertisement
وبحسب الصحيفة، “منذ ذلك الحين، أشار بوتين مراراً وتكراراً إلى الترسانة النووية الضخمة التي تمتلكها روسيا. وفي شباط، أطلق بوتين أحد أكثر تهديداته صراحة بعد أن اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جانب واحد نشر قوات حلف شمال الأطلسي في ساحة المعركة الأوكرانية. ورد بوتين بالتحذير من أن مثل هذا النشر “يهدد بصراع باستخدام الأسلحة النووية وتدمير الحضارة”.ولكن هذه التهديدات لم تسفر عن شيء، وخاصة وأن الصين، التي يعتمد الكرملين على دعمها للحفاظ على الاقتصاد الروسي، أوضحت أنها لن تتسامح مع استخدام موسكو لأي أسلحة نووية”.
وتابعت الصحيفة، “في حين يواصل بوتين هجماته، تستمر إمدادات الأسلحة الغربية في الوصول إلى أوكرانيا، مما يعزز بشكل كبير قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.ولكن هذا لا يعني أن تهديدات الزعيم الروسي لم تؤثر على المداولات عند مناقشة الدعم العسكري لأوكرانيا. فلقد شعر الرئيس الأميركي جو بايدن، على وجه الخصوص، بالفزع إزاء تهديدات بوتين، مما أدى في كثير من الأحيان إلى تأخير توفير المعدات العسكرية الحيوية خوفًا من إثارة تصعيد أوسع نطاقًا في الصراع. واستغرق البيت الأبيض وقتا طويلا للموافقة على تسليم طائرات إف-16 الأميركية الصنع إلى كييف، حيث تردد بايدن في التعامل مع العواقب المترتبة على منح موافقته. ولم تصل الطائرة الأولى إلا بعد عامين تقريبا من تقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لطلبه”.
وأضافت الصحيفة، “لدى بوتين سبب وجيه للخوف من استخدام اوكرانيا لصواريخ ستورم شادو البعيدة المدى المصنعة في الغرب، لأنها قد تدمر القواعد الروسية البالغ عددها 250 قاعدة بالقرب من الحدود والتي تستخدم لشن هجمات شبه يومية ضد البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. إن تردد إدارة بايدن يمنح الروس ببساطة ميزة واضحة في ساحة المعركة، وهو أمر غريب بالنظر إلى اعتماد موسكو على الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار التي تزودها إيران للحفاظ على هجومها البربري. وعلاوة على ذلك، فإن تردد واشنطن في التعامل مع هذه القضية يفشل في الأخذ في الاعتبار المأزق السياسي الذي يواجهه بوتين نفسه، حيث بدلاً من تحقيق أي من أهدافه في أوكرانيا، عانى من أول خسارة للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية”.
وبحسب الصحيفة، “إذا تمكن الأوكرانيون من تعزيز مكاسبهم الأخيرة في كورسك من خلال إبطال قدرة الروس على شن هجمات من داخل حدودهم الآمنة، فإن بوتين سوف يقع في ورطة حقيقية.والحقيقة أن الزعيم الروسي متمسك بشدة بالأمل في فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، وبالتالي إنقاذ نفسه من خلال إبرام صفقة لإنهاء الحرب، صفقة من شأنها أن تترك لموسكو السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الأوكرانية”.
وختمت الصحيفة، “إن مثل هذه النتيجة ستكون كارثية. نافذة الوقت المتاحة للضغط على أوكرانيا تضيق أكثر فأكثر، ويتعين على الزعماء الغربيين أن يغتنموا زمام المبادرة، وأن يسمحوا لأوكرانيا بالفوز في هذه الحرب”.