سيناريو مرعب… ماذا سيحدث في حال نشوب حرب نووية بين روسيا وأميركا؟

17 سبتمبر 2024
سيناريو مرعب… ماذا سيحدث في حال نشوب حرب نووية بين روسيا وأميركا؟


ذكر “عربي 21” أنّ موقع “نيوز ري” نشر تقريرا يتعلق بـ”تأثيرات الحرب النووية المحتملة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية”؛ مبرزا أنه بحسب الوثائق الرسمية لوزارة الدفاع الأميركية، فإن “البنتاغون” يُخطط لدراسة آثار الانفجارات النووية في روسيا وأوروبا.

ووفقا للوثائق، فإن ذلك أتى في ظل تزايد الحديث الغربيّ عن احتمال نشوب حرب عالمية، بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في حين تواصل كل من روسيا والولايات المتحدة تحديث عقائدهما النووية.

وأوضح التقرير أن البنتاغون أصدر طلبًا لتحديث البرنامج الحاسوبي “أجري شوك”، الذي يُستخدم لتقييم تأثير الأسلحة النووية على القطاع الزراعي؛ وستكون شركة “تيرا أناليتيكس” من ولاية كولورادو المقاول المنفذ للمشروع، وستقوم بتوسيع البرنامج ليشمل دول أوروبا الشرقية والجزء الغربي من روسيا.

وأفاد الموقع عينه أنه لم يتم توضيح لأي دولة ستوجه الضربة الافتراضية، إلا أن البنتاغون يعتزم دراسة الآثار المحتملة للضربة النووية، بالإضافة إلى حوادث ممكنة في المحطات النووية أو تسريبات أخرى. 

ووفقا للمصدر عينه، فإن قيمة العقد تبلغ 34 مليون دولار، وسوف يتم تنفيذ المشروع تحت إشراف الهيئة الهندسية للجيش الأمريكي. فيما لا توجد معلومات مفصلة عن البرنامج “أجري شوك” في المصادر المتاحة للجمهور.

واستطرد الموقع، بأنّ المتخصصين في “تيرا أناليتيكس” سوف يستخدمون قدرات مركز الموارد للحواسيب الفائقة التابع لوزارة الدفاع الأميركية، في ولاية ميسيسيبي، للوفاء بالتزامات العقد؛ حيث ستوفر الشركة فريق العمل الخاص بها والمعدات والمرافق والموارد الأخرى اللازمة لإجراء البحوث.

وأشار الموقع إلى تصريح أليكسي أنبيلوغوف، وهو الخبير في مجال الطاقة النووية، الذي يرى أن “الولايات المتحدة تعود إلى ممارسة الردع النووي الكلاسيكي؛ وأن مشروع تحديث “أجري شوك” هو جزء من هذا التوجه”.

وتابع أنبيلوغوف: “لم يتم تحديث هذا البرنامج منذ فترة طويلة، والبنتاغون يقوم الآن بتحديثه ليتوافق مع أحدث التقنيات المعلوماتية. لكن الولايات المتحدة تقوم أيضًا بتقييم الأضرار التي قد تلحق بالصناعة والقدرات الديموغرافية والصحية وغيرها”.

“هذه مجرد واحدة من مجموعة برامج تحليلية يملكها البنتاغون تهدف إلى تقييم الأضرار المحتملة للدول الأوروبية في حال اندلاع صراع نووي واسع النطاق”، أضاف  الخبير في مجال الطاقة النووية.

وبيّن الموقع أن التصريحات حول زيادة خطر الحرب النووية باتت تتردد بشكل متزايد في الغرب منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ففي كانون الثاني 2023، قامت “مجلة العلماء الذريين” الأميركية بتحريك “ساعة يوم القيامة” الرمزية عشر ثوانٍ للأمام، لتصبح “90 ثانية حتى منتصف الليل”، وهو ما يعكس خطورة غير مسبوقة للحرب النووية.
اقرأ أيضا:
وفي صيف 2024، كان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أعلن عن خطط لتغيير الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة؛ حيث تدرس السلطات الأمريكية توسيع ترسانتها النووية لردع روسيا والصين وكوريا الشمالية. 

ووفقًا لما ذكرته مجلة “ذي إيكونوميست”، فقد بدأت بالفعل الإدارة الأميركية بالتحضير لزيادة القدرات النووية، والتي قد تحدث في عام 2026 بعد انتهاء صلاحية معاهدة “ستارت” لتقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية.

ووصف أليكسي أنبيلوغوف، التصريحات الأخيرة للولايات المتحدة، بشأن تحديث الاستراتيجية النووية بأنها “تدخل لفظي”، لكنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في هذه الاستراتيجية بحلول عام 2025، ربما مع إدارة جديدة.

ويعتقد أنبيلوغوف أن “الاستراتيجية الجديدة ستأخذ في الحسبان الأسلحة الروسية، وخاصة الأسلحة الفرط صوتية التي أظهرتها روسيا خلال العملية العسكرية في أوكرانيا”، مضيفا أن “الاستراتيجية تتضمّن أيضًا نمو الترسانة النووية للصين بحلول عام 2030، وتزايد القدرات الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية”.

ويرى أنبيلوغوف أن “البنتاغون سيضطر إلى تبرير بطء وتيرة تحديث الترسانة النووية الأميركية، مثل مشروعات القاذفة “بي-21″، والصاروخ الباليستي “سنتينيل”، والغواصة النووية “كولومبيا”. وتتركز الاستراتيجية الجديدة على إتمام هذه البرامج الثلاثة لتعزيز القدرات الأمريكية المتداعية في مجال الردع النووي”.

وفي السياق عينه، نوه الموقع إلى أن منظمة “معهد مستقبل الحياة”، وهي منظمة غير ربحية أميركية تعمل على تقليل مخاطر استخدام الأسلحة النووية والتقنيات البيولوجية، قدمت نموذجًا خاصًا للحرب النووية العالمية، والذي تم نشره في مجلة “تايم”.

ويكشف السيناريو أن غواصة أميركية ستطلق صواريخ باليستية على روسيا من الساحل الغربي للنرويج، وستصل الصواريخ إلى روسيا في غضون 10 دقائق. 

ووفقًا لحسابات المنظمة، فسترد روسيا بضرب الولايات المتحدة عبر كندا بعد دقائق قليلة؛ حيث سيتم استهداف أنظمة الطاقة أولاً، تليها مراكز القيادة وصوامع الصواريخ تحت الأرض. وبعد مرور نصف ساعة، كما يفترض المحللون، ستضرب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المدن الكبرى في البلدين، وستحدث انفجارات تحرق الأشخاص من حولها وتؤدي إلى موجات انفجار قوية.

وأكد الموقع أن مؤلفي الفيديو لفتوا الانتباه إلى أن شركاء الولايات المتحدة في حلف الناتو، لا سيما المملكة المتحدة وفرنسا، يمتلكون أيضًا ترسانات نووية خاصة بهم.

ووفقًا للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، فإنه يتعين على هذه الدول تقديم المساعدة لشركائها في حال تعرضهم لهجوم. لذلك، تعتقد المنظمة أن روسيا ستوجه ضربات نووية لهذه الدول، ما سيؤدي إلى انبعاث الكربون الأسود من الانفجارات، ما سيسبب “الشتاء النووي”.

ووفقا للموقع، فإن هذا الشتاء سيؤدي إلى برودة قاتلة على الأرض، حتى في فصل الصيف، ما قد يتسبب في وفاة أكثر من 5 مليارات شخص، بما في ذلك حوالي 99 في المئة من سكان الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين. 

إلى ذلك، أكد الفيديو أنه “لا يمكن التنبؤ بعدد الأشخاص الذين قد ينجون من الحرب النووية، ولكن إذا كانت بهذه الدرجة من الفظاعة، فلن يكون هناك رابحون بل خاسرون فقط”.

ونسب الموقع إلى إيغور نيكولين، المحلل السياسي والخبير العسكري والعضو السابق في لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، الاعتقاد بأن من أبرز مشكلات البشرية في حال وقوع شتاء نووي ستكون الرواسب الإشعاعية. 

وأضاف نيكولين أن “الزراعة ستكون شبه مستحيلة، وسوف تضطر البشرية للعيش في أعماق الأرض”. مؤكدا أن “العديد من الحكومات والأفراد يبنون الآن ملاجئ تحت الأرض مزودة بمخزون كبير من الغذاء ومصادر المياه العذبة”.

واختتم الخبير بقوله إن “الأمر يعتمد على عدد الانفجارات النووية. إذا تم استخدام كل القدرات النووية، فقد تمتد المشكلات لعقود، ما يهدد وجود الحياة على الأرض بأكملها”. (عربي 21)