ضرورة تغيير الاستراتيجيات الإسرائيلية لمواجهة حزب الله

23 سبتمبر 2024
ضرورة تغيير الاستراتيجيات الإسرائيلية لمواجهة حزب الله


وجاء ذلك على شكل توسيع نطاقات الرماية ومهاجمة أهداف في منطقة حيفا. وذكرت المنظمة أن هذا كان ردا أوليا على تفجيرات أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي”.

وتابع يدلين: “يبدو أن حزب الله يحاول الحفاظ على مفهوم المعادلات: إطلاق النار على أهداف عسكرية أمنية (قاعدة رمات دافيد ومصنع أمني في كريات)، ولكن مع تقليل خطر التدهور والتصعيد الذي لا يمكن السيطرة عليه في هذه المرحلة”.

وتساءل الرئيس السابق لجهاز “أمان”: “هل ما زالت المعادلة بيروت = تل أبيب أمامنا؟ الأيام المقبلة ستكشف النقاب عن ذلك، ويعتمد الكثير أيضا على سلوك إسرائيل واستراتيجيتها”.

وأضاف أن “التصعيد يتطلب من الحكومة أن تأخذ نظرة واسعة إلى ما هو أبعد من لبنان، تتضمن عددا من التفاهمات الأساسية لوضعنا في ساحة الحرب، وعلى الساحات الأخرى”.

وأوضح ذلك قائلا: “يبدو أن احتمال التوصل إلى اتفاق شامل يعيد المختطفين من غزة ويضمن بقاء حزب الله شمال الليطاني لم يعد مقبولا في هذه المرحلة. لم يكن السنوار يريد التوصل إلى اتفاق قبل التصعيد الحالي، وبالتأكيد لن يكون مستعدا لتقديم تنازلات بعده، عندما يتوقع أن يتحقق سيناريو الحرب المتعددة الساحات، وهو الحلم الذي فشل في تحقيقه في 7 تشرين الأول”.

وأضاف: “على الرغم من ذلك، تقدر المؤسسة الأمنية أنه سيكون من الممكن أن نوضح للسنوار أنه لا توجد فرصة لاشتعال المنطقة، ومن المهم الإشارة إلى أن إسرائيل لديها التزام أخلاقي من الدرجة الأولى ببذل جهود دبلوماسية وعسكرية متفوقة لإعادة المختطفين من غزة. الإنجاز الكبير في لبنان يجب أن يؤدي، من بين أمور أخرى، إلى هذا الهدف الحاسم، الذي هو أحد أهداف الحرب الرئيسية التي حددها مجلس الحرب”.

وتابع يدلين: “هناك أرضية وسط واسعة إلى حد ما بين حرب الاستنزاف المستمرة في الشمال منذ 11 شهرا، والحرب الشاملة ضد حزب الله.. نصر الله ليس السنوار، وهو يخشى العواقب المدمرة لمثل هذه الحرب على لبنان بشكل عام وعلى السكان الشيعة في الضاحية وجنوب لبنان بشكل خاص. كما أنه يدرك أن الحرب في الشمال هي الحرب التي كان الجيش الإسرائيلي يستعد لها في السنوات الأخيرة – لذلك فهو يشير بوضوح إلى أنه يفضل تجنب المواجهة الشاملة في هذا الوقت”.

وأكد أنه “حتى بالنسبة لإيران، فإن الحرب الشاملة هي سيناريو غير مرغوب فيه في هذا الوقت. ويشعر الإيرانيون بالقلق من قدرتهم المحدودة على مهاجمة إسرائيل، كما انعكس في الهجوم الذي وقع ليلة 13 نيسان الماضي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة وموقفها إلى جانب إسرائيل – حتى لو بطريقة مرتبكة إلى حد ما – يزيد من مخاوف إيران من التصعيد إلى الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يضر بإيران نفسها والأصول الرئيسية التي بنتها في العقود الأخيرة في مواجهة إسرائيل”.

وأشار يدلين إلى أن “إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة بخطتها العسكرية، وهي تعمل في لبنان رغم استياء الإدارة التي تخشى أن تؤدي الحرب في الشرق الأوسط إلى الإضرار بفرص انتخاب هاريس في نوفمبر المقبل، لكن الأمريكيين يفهمون أيضاً أن إسرائيل دولة ذات سيادة، وأنها ملزمة بالعمل ضد حزب الله. وهذا درس مهم لأولئك الذين يزعمون أن إسرائيل لن تكون قادرة على العمل في غزة أو إعادة احتلال المناطق الاستراتيجية (على سبيل المثال معبر رفح ومحور فيلادلفيا) في مواجهة الضغوط السياسية الأمريكية أو الدولية الشديدة”.

وأضاف: “أطلق حزب الله النار على أهداف عسكرية وأصاب مدنيين. وهذا الواقع يمنح إسرائيل الحق في ضرب الأهداف العسكرية للمنظمة، التي تضعها، كوسيلة، في مناطق مأهولة ومأهولة بالسكان، مثل البنية التحتية لإنتاج وتخزين صواريخها الدقيقة”.

وتابع: “لقد تضررت مجموعة عمليات نصر الله وتنسيقاته بشكل كبير، ولا يزال معزولا تماما فيما يتعلق بقدرته على التشاور مع كبار وأقدم القادة في المنظمة، الذين تمت تصفية رتبهم البارزة. ومع ذلك، فإن قدرة حزب الله على الاستمرار في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل، حتى لو تم إضعاف قدرته على الرد بفعالية على التحركات الإسرائيلية القوية والسريعة تمهيدا للحرب، وعليها التأكد من أن هذه الخطوات ستؤدي إلى النتيجة الاستراتيجية المرجوة، كأن تقف بمفردها أو تكون بمثابة حلقة افتتاحية لحرب أوسع”.

ودعا إلى “قطع العلاقة التي أنشأها نصر الله بين لبنان وغزة – ووقف هجماته ضد إسرائيل، بغض النظر عن نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة”، بالإضافة إلى “تدمير هياكل حزب الله الأكثر استراتيجية وقيمة وضرب نصر الله بكل الوسائل، وتدمير الصواريخ الدقيقة المصمم لتهديد الأصول الاستراتيجية الإسرائيلية”.

كما أوصى بأن “تناقش إسرائيل، في وقت مبكر من اليوم، مسألة ما إذا كان الوقت قد حان للقضاء على نصر الله من أجل إلحاق ضرر كبير بالمنظمة والاستفادة من المناوشات لتحصيل ثمن باهظ من حزب الله وإيران”.

وأضاف: “من المهم القول إنه بغض النظر عن عمق الإنجاز العسكري في لبنان، فإن إسرائيل ستكون مطالبة بتغيير سياستها حتى بعد وقف إطلاق النار. والمعنى هو أنه سواء كان سيتم تنظيم مجال أمني داخل لبنان لن تدخله قوات حزب الله أو فقط التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، فمن المهم أن يتمتع الجيش الإسرائيلي بالشرعية والقدرة على العمل ضد أي انتهاك للحدود”.

ولفت إلى أن “إسرائيل مطالبة بهدف آخر: الاستفادة من الإنجازات في الشمال لصالح صفقة المختطفين، وإنهاء الحملة في الجنوب (غزة)، ومن المهم في هذه اللحظة أن تضع الولايات المتحدة على الطاولة الخطوط العريضة المحدثة للصفقة وأن تستجيب إسرائيل لها بشكل إيجابي”. (روسيا اليوم)