الأمم المتحدة تتبنى ميثاقا لـمستقبل أفضل للبشرية.. واعتراض روسي

24 سبتمبر 2024
الأمم المتحدة تتبنى ميثاقا لـمستقبل أفضل للبشرية.. واعتراض روسي


تبنّت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الأحد “ميثاقا من أجل المستقبل” يهدف إلى رسم “مستقبل أفضل” للبشرية، رغم معارضة بعض الدول بينها روسيا، وفقاً لما ذكرت وكالة فرانس برس.

وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش على هامش إقرار النص، وقال: “”لقد فتحنا الباب، وعلينا الآن جميعا عبوره، لأن الأمر لا يتعلق بسماع واحدنا الآخر فحسب، بل أيضا بالتحرك”.

وكان غوتيريش قد أطلق في العام 2021 فكرة “قمة المستقبل” التي قُدّمت على أنّها “فرصة فريدة” لتغيير مسار تاريخ البشرية.

ويمثل الميثاق رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تحسين أوضاع العالم، ويركز على مجموعة من التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، الفقر، الأزمات الصحية، وتطور الذكاء الاصطناعي، ويتضمن 56 إجراءً، ويهدف إلى تعزيز التعددية الدولية، إصلاح المؤسسات المالية ومجلس الأمن الدولي، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة للبشرية.

ويدعو الميثاق إلى إشراك الشباب والمجتمع المدني في صنع القرار ويعزز حقوق الإنسان. رغم وجود معارضة من بعض الدول، مثل روسيا، إلا أن معظم الأعضاء وافقوا على الميثاق باعتباره خطوة نحو بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين “لا يمكن اعتبار ذلك تعددية. هذا النص لا يرضي أحداً”.

وكمقدّمة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الثلاثاء، يتوقع أن يحضر عشرات رؤساء الدول والحكومات هذه القمة التي انطلقت الأحد وتستمر حتى الاثنين.

وأرادت روسيا، بدعم من بيلاروسيا وإيران وكوريا الشمالية ونيكاراغوا وسوريا، تقديم تعديل يؤكد أن الأمم المتحدة لا يمكنها التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكن غالبية الأعضاء في الجمعية رفضوا أخذ هذا الاقتراح في الاعتبار.

لكن الرد جاء سريعا من المستشار الألماني أولاف شولتس الذي وصف من على منبر الأمم المتحدة الميثاق بأنه “بوصلة”، وقال لصحافيين إنه أمر “مزعج” أن روسيا “لا تريد أن تسلك المسار الذي اختارته بقية العالم”.

وقال مادس كريستنسن، رئيس منظمة “غرينيبس”، “إنها إشارة إيجابية”، لكن “على القادة السياسيين تحويل هذه الوعود إلى أفعال”.

وفي الميثاق، يلتزم القادة تعزيز النظام المتعدّد الأطراف لـ”مواكبة عالم متغيّر” و”حماية حاجات ومصالح الأجيال الحالية والمستقبلية” المهدّدة بـ”أزمات متواصلة”. وبحسب النصّ، يؤمن هؤلاء القادة “بوجود طريق نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء”.

ويعرض الميثاق في أكثر من عشرين صفحة، 56 “إجراء” في مجالات تراوح بين أهمية التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على السلام، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية ومجلس الأمن الدولي، أو حتى مكافحة تغير المناخ ونزح السلاح وتطوّير الذكاء الاصطناعي.

وأكّد ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس أنّه حتى لو كانت هناك بعض “الأفكار الجيّدة، فهذه ليست وثيقة ثورية لإصلاح التعددية بشكل كامل بناء على ما كان قد دعا إليه أنطونيو غوتيريش”.

ويشاركه دبلوماسيون هذا الرأي، إذ يعربون عن تبرّم وعدم اقتناع عندما يُسألون عن الأهداف التي وضعها هذا النص وتأثيره.

ويستخدم أحد هؤلاء الدبلوماسيين عبارات مثل “باهت” و”مخيّب للآمال”، مضيفا “من الناحية المثالية كنا نأمل في أفكار جديدة”.

وكانت مكافحة احترار المناخ إحدى النقاط الحساسة في المفاوضات، حيث غابت الإشارة إلى “الانتقال” بعيدا من الوقود الأحفوري من مسودة النص على مدى أسابيع.

وقال غوتيريش السبت “الأمر متروك لنا لبثّ الروح في هذه النصوص. لتحويل الكلمات إلى أفعال، ولاستخدامها من أجل وضع البشرية على طريق أفضل”. (الحرة)