ذكرت صحيفة “The Spectator” البريطانية أن “القتال الدائر بين حزب الله وإسرائيل لم يصبح حرباً رسمية بعد. فالصراع بين الطرفين مستمر منذ عقود، لكن هذا التصعيد الأخير قد يكون حاسماً، وهناك فرصة لأن تتمكن إسرائيل من توجيه ضربة قاتلةإلى حزب الله. ولكن المشهد لا يبدو جيداً لأي من الجانبين. ففي يوم الاثنين الماضي، استشهد نحو 600 لبناني، معظمهم من المدنيين، وأصيب أكثر من ألف آخرين في غارات جوية إسرائيلية “دقيقة”، يُزعم أنها حصلت على الضوء الأخضر من الأميركيين، كما ونزح أكثر من عشرة آلاف من سكان جنوب لبنان شمالاً إلى بيروت”.
وبحسب الصحيفة، “اللبنانيون متعبون، فلقد عانوا من الكثير خلال الأعوام الأربعة عشر الماضية. لقد تسبب تدفق مليونا لاجئ سوري منذ عام 2010 في خلق توترات اجتماعية وتهالك البنية التحتية. وشهد انهيار النظام المصرفي في عام 2019 خسارة المدخرات والمعاشات التقاعدية وسط التضخم المفرط. ثم أدى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 إلى تدمير شريحة كبيرة من شرق بيروت. لقد أُصيب عدد من مؤيدي حزب الله بالحيرة، بل وحتى الغضب إزاء الافتقار إلى رد قوي. وبكلمة “قوي” يقصدون إطلاق الصواريخ الباليستية على المناطق المدنية في إسرائيل. لقد أدت الانفجارات القاتلة التي أحدثتها أجهزة النداء واللاسلكي إلى نشر الخوف والارتباك بين صفوف الحزب، وبدا الأمر وكأنه يتطلب رداً مماثلاً”.
وتابعت الصحيفة، “لا يزال أنصار حزب الله ينظرون إلى أمينهم العام حسن نصر الله باعتباره منقذهم، ولكن وجهة النظر السائدة بين العديد من المحللين ومراقبي الشرق الأوسط هي أن إيران لا تريد إهدار ترسانتها الصاروخية على غزة، التي تعتبرها بالفعل قضية خاسرة. وإذا أضفنا إلى هذا الاغتيالات المستمرة التي تستهدف كبار مسؤولي حزب الله، فإن بيروت بدأت تتساءل عما إذا كانت هذه ليست على الأقل بداية النهاية لحزب الله. فهل يقترب الحزب من نهاية ما يسميه نيكولاس بلانفورد، أحد أبرز خبراء العالم في مجال القدرات العسكرية، “الممر الضيق من الغطرسة”؟”
وأضافت الصحيفة، “في الواقع، كان لحزب الله نموذج أعمال واعد.فعلى مستوى القاعدة الشعبية، نال استحسان الشيعة في لبنان، وعزز احترامهم لذاتهم من خلال وضع نفسه كمدافع عن السيادة اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني، وفي الوقت نفسه قدم الخدمات الصحية والتعليمية التي تشتد الحاجة إليها للناخبين الممتنين. ولكن على المستوى الجيوسياسي، كان حزب الله ملحقاً قوياً للحرس الثوري الإيراني، وفصائله على البحر الأبيض المتوسط، المستعدة لتنفيذ طموحات طهران الإقليمية. ومن بين كل أصول طهران في غزة والعراق واليمن، كان حزب الله جوهرة عمامة الملا، بفضل تفانيه وانضباطه. وكان الجميع يعلمون هذا، ولهذا السبب فإن الافتقار الواضح للدعم الإيراني الآن يشكل أهمية كبيرة”.
وختمت الصحيفة، “إذا كانت هذه هي النهاية، فإن حزب الله سيكون قد سار على خطى إسرائيل. وقال المحلل السياسي مايكل يونغ لكاتب المقال قبل أكثر من 24 عامًا، “إن طبيعة لبنان واللبنانيين تجعل من الصعب على أي طائفة أن تهيمن. لقد اكتشف المسيحيون والسُنّة هذا وفي نهاية المطاف سيكتشفه الشيعة أيضًا”.”