ذكر موقع “العربي 21” أنّ إيران تُواج قرارات مصيرية بعد الهجوم الإسرائيلي على حزب الله، بينما يُواجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ضغوطا داخلية، وسط تصاعد المخاطر في المواجهة المباشرة مع الطرفين.
وقال الرئيس بزشكيان إن حكومته ليس لديها خطط لإرسال قوات لدعم حزب الله في لبنان، لكنها تتعرض لضغوط محلية من “التيار المتشدد الداعي لاستغلال ما يرونه الفشل في الوقوف بوجه إسرائيل ويأملون في عرقلة الحوار مع الغرب بشأن الرقابة على برامج إيران النووية”.
وقالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لها إن هذه “الدعوات زادت لموقف أكثر تشددا بعد الكشف عن مقتل الجنرال عباس نيلفوروشان، قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان بالغارة التي أدت إلى استشهاد حسن نصر الله”.
وأضافت الصحيفة أن “التوتر وصل في إيران إلى هذه الدرجة حيث وجهت اتهامات لبعض المحافظين بأنهم يقومون بخلق جو سام على منصات التواصل الاجتماعي وتشويه تعليقات للرئيس بزشكيان والمتحدث باسمه والتي بدت أنها غير داعمة لمحور المقاومة”.
وأكدت أن “الخط الرسمي للحكومة بأنه يجب تجنب الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل ولأنها ستكون في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب مع طهران، لكن يجب عدم ترك حزب الله ليواجه الحرب بنفسه، وهذا هو الموقف الذي كرره بزكشيان في نيويورك الأسبوع الماضي وقبل إستشهاد نصرالله”.
وفي السياق عينه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر الكناني إن “أفعال إسرائيل لن تمر دون رد”، مضيفا أنه “لا توجد حاجة لنشر قوات إيرانية مساعدة أو متطوعة، لأن الحكومتين اللبنانية والفلسطينية لديها القدرة على مواجهة العدوان الإسرائيلي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بزشكيان “لا يزال يشعر بالإستياء نظرا لعدم وفاء الولايات المتحدة لتعهداتها التي قطعتها له عبر وسطاء بأنه إن لم يهاجم إسرائيل انتقاما لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، نهاية شهر تموز فسيوقع الإسرائيليون على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأضافت: “زعم المتشددون في البرلمان، مثل حسين أمير صابتي، مستشار سعيد جليلي، أحد المرشحين الذين هزمهم بزشكيان في الانتخابات الرئاسية، أن شخصا ما عصى أمرا للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ولم ينتقم لمقتل هنية. وزعم أن ضبط النفس الذي مارسته طهران أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لاغتيال نصرالله.
ولقد دفعت هذه الاتهامات نجل الرئيس للرد دفاعا عن والده، قائلا إن حكومته لن تعصي أبدا أمر المرشد الأعلى.
ومن غير المؤكد ما إذا كان هناك شخص لديه السلطة لتقديم مثل هذا العرض إلى طهران ويتضمن وعدا بوقف إطلاق النار، ولكن الاقتتال الداخلي الحالي يكشف عن القلق السياسي بشأن الكيفية التي قد تتمكن بها إيران من استعادة قوة الردع ضد “إسرائيل”.
ومن المتوقع أن يدعو جليلي في خطاب له نهاية هذا الأسبوع إيران إلى أن تعيد إشعال ما يطلق عليها “حلقة النار” حول إسرائيل ورفض أي فكرة لاستسلام حزب الله والتخلي عن دعم غزة. وفي محاولة لإزالة أي شك حول ولائه، ذهب بزشكيان بنفسه إلى مكاتب حزب الله في طهران وقدم مذكرة تعزية مكتوبة بخط اليد. كما أنه كثف دعواته للدول العربية والإسلامية وذكرها بمسؤوليتها الثقيلة للتدخل. (عربي 21)