كيف قادتنا سياسة بايدن تجاه إسرائيل إلى شفا الحرب مع إيران

6 أكتوبر 2024
كيف قادتنا سياسة بايدن تجاه إسرائيل إلى شفا الحرب مع إيران

ذكر موقع “Middle East Eye” البريطاني أن “إيران أطلقت يوم الثلاثاء نحو 180 صاروخا على إسرائيل ردا على اغتيالات الأخيرة لقادة الحرس الثوري وحزب الله وحماس. وهناك تقارير متضاربة حول عدد الصواريخ التي أصابت أهدافها وما إذا كانت هناك وفيات، لكن إسرائيل تفكر الآن في شن هجوم مضاد قد يدفعها إلى حرب شاملة مع إيران، بمساعدة الولايات المتحدة. منذ سنوات، تحاول إيران تجنب مثل هذه الحرب. والآن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة التي طال انتظارها لجر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. فمن خلال اغتيال القادة العسكريين الإيرانيين ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية، فضلاً عن مهاجمة حلفاء إيران في لبنان واليمن، استفز نتنياهو رداً عسكرياً من إيران أعطاه ذريعة لتوسيع الصراع إلى أبعد من ذلك. ومن المؤسف أن هناك مسؤولين أميركيين محبين للحرب يرحبون بها على إيران، وكثيرين غيرهم ممن سيوافقون عليها بشكل أعمى”.

 

ضبط النفس الإيراني
وبحسب الموقع، “كان الرئيس الإيراني المنتخب حديثا مسعود بزشكيان يخوض حملته الانتخابية على أساس برنامج المصالحة مع الغرب. وعندما جاء إلى نيويورك لإلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، كان برفقته ثلاثة أعضاء من فريق التفاوض الذي عمل على الاتفاق النووي الإيراني: وزير الخارجية السابق جواد ظريف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، ونائب وزير الخارجية مجيد تخت روانجي، وكانت رسالة بزشكيان تصالحية.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع ظريف وعراقجي، تحدث عن السلام وإحياء الاتفاق النووي الخامل: “لقد قلنا مائة مرة إننا على استعداد للوفاء باتفاقياتنا. ونأمل أن نتمكن من الجلوس على الطاولة وإجراء المناقشات”.”

 

وتابع الموقع، “في ما يتعلق بالأزمة في الشرق الأوسط، قال بزشكيان إن إيران تريد السلام وقد مارست ضبط النفس في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، واغتيالها لقادة المقاومة والمسؤولين الإيرانيين، وحربها على جيرانها. وقال: “دعونا نخلق وضعاً حيث يمكننا التعايش معاً. دعونا نحاول حل التوترات من خلال الحوار … نحن على استعداد لوضع كل أسلحتنا جانباً طالما أن إسرائيل ستفعل الشيء عينه”. وأضاف أن إيران وقعت على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، في حين أن إسرائيل لم تقم بذلك، وأن الترسانة النووية الإسرائيلية تشكل تهديداً خطيراً لإيران. وأكد بزشكيان أيضا رغبة إيران في السلام في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

 

وأضاف الموقع، “كان رد الولايات المتحدة على ضبط النفس الإيراني طوال هذه الأزمة هو الاستمرار في إرسال الأسلحة المدمرة إلى إسرائيل، والتي دمرت بها غزة، وقتلت عشرات الآلاف من الناس، وقصفت الدول المجاورة، وعززت القوات التي ستحتاجها لمهاجمة إيران. ويشمل ذلك طلبًا جديدًا لشراء 50 قاذفة بعيدة المدى من طراز F-15EX، مع خزانات وقود سعة 750 غالونًا للرحلة الطويلة إلى إيران. ولا يزال يتعين على صفقة الأسلحة هذه أن تمر عبر مجلس الشيوخ”.

 

المفاوضات مختطفة
وبحسب الموقع، “على الصعيد الدبلوماسي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار المتعاقبة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واختطفت المفاوضات التي قادتها قطر ومصر، الأمر الذي وفر غطاء دبلوماسياً للإبادة الجماعية غير المقيدة التي ترتكبها إسرائيل. ويبدو أن القادة العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل يجادلون ضد الحرب على إيران، كما فعلوا في الماضي. وحتى الرئيس السابق جورج دبليو بوش ونائب الرئيس السابق ديك تشيني ترددا في شن حرب كارثية أخرى تستند إلى الأكاذيب ضد إيران، حيث اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية علناً في تقديرها الاستخباراتي الوطني لعام 2007 بأن إيران لم تكن تطور أسلحة نووية”.

 

وأضاف الموقع، “عندما هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمهاجمة إيران، حذرت السياسية تولسي جابارد من أن الحرب الأميركية على إيران ستكون كارثية لدرجة أنها ستجعل الحرب على العراق تبدو وكأنها “النزهة” التي وعد بها المحافظون الجدد. ولكن لا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ولا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يستطيعان السيطرة على سياسات الحرب في بلديهما، والتي أصبحت في أيدي زعماء لديهم أجندات سياسية.فقد أمضى نتنياهو سنوات عديدة في محاولة جر الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، واستمر في تصعيد أزمة غزة لمدة عام، على حساب عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء، مع وضع هذا الهدف بوضوح في الاعتبار”.
وتابع الموقع، “في غضون ذلك، حذرت الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق من أنه إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الضربات على إيران، فإنها ستستهدف القواعد الأميركية في العراق والمنطقة”.

 

المصدر:
خاص لبنان24