ما مستقبل فصائل إيران في سوريا؟

12 أكتوبر 2024
ما مستقبل فصائل إيران في سوريا؟


مع التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي يشهده لبنان منذ أكثر أسبوعين والضربات المؤلمة التي تلقاها حزب الله، الذي يوصف بدرة التاج ضمن الفصائل المدعومة من إيران في المنطقة، فضلا عن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على جماعاتٍ مسلّحة مدعّومة من طهران في سوريا أيضا، تبرز التساؤلات حول مستقبل تلك الجماعات، المتواجدة في ريف العاصمة دمشق وحمص ودير الزور وحلب ودرعا.

ودأبت إسرائيل باستمرار على استهداف مقرّات ومراكز تلك الجمعيات منذ سنوات، لكن بالتزامن مع التصعيد الأخير في لبنان، قصفت إسرائيل المزيد من تلك المواقع لاسيما في أرياف حمص ودمشق ودرعا.

فكيف تؤثر الضربات الإسرائيلية على مستقبل تلك الجمعات خاصة أنها تتواجد في مناطقٍ حدودية بالقرب من الجولان المحتل والحدود مع العراق.

أشار محلل عسكري وباحث في الدراسات الأمنية عامر السبايلة  إلى أن “هذه الجماعات سادت وتجذّرت على أساس الأزمات وهي تشكل أساساً للحرب الدائرة في المنطقة، لكن رغم ذلك فكرة وحدة الساحات ووجود احزاب حاملة للسلاح وقادرة على التهديد انتهت فعلياً”.

وأضاف لـ “العربية.نت”: “أننا نتجه في الوقت الحالي صوب إبادة هذه الجماعات، وما يجري الآن هو ضرب أقوى التنظيمات في المنطقة، وبالتالي حتماً وضمناً ستتوجّه الضربات لمعظم الجماعات”، على حدّ تعبّيره.

كما رأى أن “المرحلة الثانية من الحرب الحالية الجارية بين حزب الله وإسرائيل ستكون انتهاء تلك الجماعات”، موضحا أن تلك الفصائل غالبا ما تذوب مع غياب ممولها الأساسي.

لكنه أشار إلى احتمال أن تتحول إلى عصابات محلية، ما يعني مشهدا آخر على الحدود السورية الإسرائيلية”.

إلى ذلك، اعتبر أن “هناك تأسيسا لفكرة التدويل الجديد سواء بتغيير صيغة اليونيفيل، أو بجلب تركيبة جديدة أو بظهور كيانات سياسية جديدة تفرض الاستقرار في مناطق نفوذها حتى لو دخلت في مخاض طويل الأمد”.

ثغرة أمنية في الجسم السوري
من جهته، استبعد المحلل السياسي والأكاديمي السوري غسان إبراهيم أن يحدث القضاء على هذه الجماعات أي “فراغٍ أمني”، معتبراً أنها بالأصل تشكل ثغرة أمنية في الجسم السوري”.

وقال لـ “العربية.نت” إن على الحكومة السورية “أن تخرجها إما بإقناع الإيرانيين أو بالاعتماد على الروس وبدعمٍ منهم لأن هذه الجماعات قد تدفع الإسرائيلي إلى نقل المعركة من لبنان إلى سوريا المنهكة من حروب سابقة”.

كما أضاف أنه “إذا تم إهمال الموضوع وأصبحت سوريا ضمن المعارك القائمة، فبالتأكيد إيران لن تأتي لتدافع عنها، ولا عن النظام أو دمشق، لأن المعركة مختلفة هذه المرة”. (العربية)