هذا ما فعله اغتيال نصرالله بإيران.. تقريرٌ لافت

16 أكتوبر 2024
هذا ما فعله اغتيال نصرالله بإيران.. تقريرٌ لافت

نشر موقع “24” الإماراتية تقريراً جديداً قال فيه إن “نفوذ إيران على حلفائها الإقليميين تراجع في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023”.

ويواجه ما يسمى بـ”محور المقاومة”، وهو تحالف من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، تهديدات كبيرة في أعقاب الضربات الانتقامية القوية التي شنتها إسرائيل، ليس فقط ضد حماس ولكن أيضاً ضد حزب الله في لبنان، وجماعات أخرى مدعومة من إيران، حسبما أفاد المراسل الصحافي الأميركي دانييل ويليامز.

 

ويعود أصل هذا التحالف إلى عام 1979، عندما أدت الثورة في إيران إلى ظهور حكومة متشددة حاولت التوسع في الشرق الأوسط.

وعلى مدى عقود من الزمان، رعت إيران مجموعات مجموعات مختلفة في دول مثل لبنان (حزب الله) والأراضي الفلسطينية (حماس) واليمن (الحوثيون) والعراق (مجموعات من الطائفة الشيعية) وسوريا.

وشكلت هذه الجماعات الطريقة الأساسية لإيران لممارسة النفوذ العسكري في جميع أنحاء المنطقة دون مشاركة مباشرة، وهي الاستراتيجية التي يشار إليها باسم “الدفاع الأمامي”، وكان الغرض منها ممارسة الضغط على إسرائيل وغيرها من الخصوم مع حماية المصالح الإيرانية.

تأثير هجوم حماس

بدأت نقطة التحول في نفوذ إيران الإقليمي في 7 تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس هجوماً واسع النطاق على إسرائيل.

ورداً على ذلك، صعدت إسرائيل هجماتها على حماس في غزة وحزب الله في لبنان. 

وانضم حزب الله، وهو لاعب رئيس آخر في محور المقاومة، إلى المعركة بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وإثر ذلك، ردت إسرائيل بدورها بقصف جنوب لبنان وبيروت، وأدت الأعمال العسكرية المتصاعدة إلى زعزعة استقرار التحالفات الإقليمية لإيران.

الرد الإيراني والتردد

وقال دانييل ويليامز، وهو باحث سابق في هيومن رايتس ووتش، في تحليله بموقع “آسيا تايمز”: اضطرت إيران، التي كانت حذرة في مشاركتها المباشرة في الصراع، في النهاية إلى التحرك بعد أن قتلت الضربات الإسرائيلية أعضاء رفيعي المستوى في حماس وحزب الله، بما في ذلك رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من حزب الله.

وضغطت عمليات الاغتيال خصوصاً حادثة اغتيال نصرالله في أيلول 2024، على إيران للرد أو المخاطرة بالظهور ضعيفة أمام حلفائها. 

وأطلقت إيران 180 صاروخاً على إسرائيل في الأول من تشرين الأول 2024، مما يمثل تحولاً كبيراً، فسره خبراء في شؤون الشرق الأوسط مثل أرمان محموديان ونيكول غراغوسكي، بأنه جاء مدفوعاً بخوف إيران من فقدان مصداقيتها وولاء حلفائها من المجموعات، الذين قد يشككون بخلاف ذلك في التزام إيران بقضية المقاومة.

تآكل نفوذ إيران والمسألة النووية

ورأى الكاتب أن خسارة شخصيات رئيسة مثل هنية ونصرالله والاستجابة العسكرية المتأخرة من جانب إيران هزت أسس المحور الإيراني.

بدورها، أوضحت نيكول غرايفسكي أن إيران تنظر الآن إلى برنامجها النووي بوصفه جانباً حاسماً من استراتيجيتها الدفاعية الوطنية ورادعاً ضرورياً، خاصة إذا استمرت إسرائيل في استهداف المصالح الإيرانية وحلفائها الرئيسيين.

وواجهت الحكومة الإيرانية انتقادات داخلية كبيرة بسبب استجابتها البطيئة وغير الكافية لاغتيالات حلفائها.

وانتقد علي مطهري، وهو سياسي إيراني محافظ، انتقد الحكومة على منصة X (تويتر سابقاً) لتضليلها من خلال التأكيدات الأميركية بوقف إطلاق النار والتردد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، في حين يمكن أن يؤدي هذا السخط المحلي إلى تقويض قدرة إيران على الصمود.

 

وتحاول إيران الآن أن تبسط سيطرتها على شبكتها من المجموعات التابعة لها، بينما تدفعهم إلى اتخاذ خطوات وردود أفعال أكثر حزماً.

ويشير ويليامز إلى أن الحكومة الإيرانية تحاول الموازنة بين الحاجة إلى الحفاظ على تحالفاتها الإقليمية ومخاطر الصراع الأوسع نطاقاً، خاصة في ضوء ديناميكياتها السياسية الداخلية.

وتؤكد الجهود الدبلوماسية الإيرانية، بما في ذلك الاتصالات مع الأمم المتحدة، على أن أفعالها تشكل رداً مشروعاً على الهجمات الإسرائيلية. مع ذلك، تحذر إيران أيضاً من أن أي ضربات إسرائيلية أخرى ستقابل “برد لاحق ساحق”.

التداعيات الأوسع نطاقاً للصراع

وأوضح التحليل أن التداعيات المحتملة لهذا الصراع تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، فالمعركة بين إسرائيل وإيران يشمل قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وفرنسا، فضلاً عن الجماعات والحكومات المحلية في مختلف أنحاء المنطقة.

 

ومع ضعف محور المقاومة، قد تعتمد إيران بشكل متزايد على برنامجها النووي لإعادة تأكيد نفوذها، مما يؤدي إلى مواجهة خطيرة مع إسرائيل، العازمة على منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية.

وقال الكاتب إن الوضع المتطور يضع الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف صعب، حيث يمكن استخدام أي قرار للحد من تصرفات إسرائيل أو التعامل دبلوماسياً مع إيران ضده في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024.

ووضع دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، نفسه بالفعل في موضع المتشدد، داعياً إلى توجيه ضربات فورية للمنشآت النووية الإيرانية.

نقطة إيران المحورية حالياً

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن المحور الذي كان متماسكاً ذات يوم أصبح الآن معرضاً لخطر الانهيار بسبب فقدان القادة الرئيسيين والاستجابة العسكرية المترددة من جانب إيران والتحديات المتزايدة المتمثلة في الحفاظ على تحالفاتها الإقليمية، وبينما تكافح إيران مع هذه القضايا، قد تصبح طموحاتها النووية هي النقطة المحورية لاستراتيجيتها، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية والمواجهة المحتملة مع إسرائيل والولايات المتحدة. (24)