اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار “بداية اليوم التالي” للحركة، متوقعاً أن الحركة لن تسيطر على قطاع غزة مجدداً، فيما يرى خبراء أن التصريحات تحمل إشارة قوية على وجود مخططات عسكرية وسياسية متفق عليها بين إسرائيل وحلفائها بشأن غزة.
وكان مقال تحليلي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركيّة قال إن “الولايات المتحدة ستعمل على إقناع إسرائيل بغض الطرف عن الفيتو المفروض على دخول السلطة الفلسطينية إلى غزة”، مبينة أن تلك خطة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد اغتيال السنوار.
أهداف نتنياهو
واعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، أن “تصريحات نتنياهو عن بداية اليوم التالي للحرب، تأتي في إطار السعي للتأكيد على نجاحه في تحقيق أحد أبرز أهداف الحرب على غزة، والمتمثل في القضاء على حركة حماس”.
وقال جبارين لـ”إرم نيوز”، إن “نتنياهو يحاول من خلال تصريحاته الترويج لمقتل السنوار على أنه الإنجاز الأكبر وغير المسبوق، والضربة التي ستجبر حماس على التراجع خطوات كبيرة للوراء، ويقضي على قوتها السياسية والعسكرية”.
وأوضح أن “اليوم التالي لحماس من وجهة نظر نتنياهو يتمثل في تحويل الحركة على إثر الخسائر الكبيرة في قادتها السياسيين والعسكريين، إلى جسم لا وزن له على الساحتين الفلسطينية والإقليمية، ما يجبرها على القبول بشروط إسرائيل”.
وأضاف جبارين: “ربما يكون ذلك تلميحاً لاستعداده للتوصل إلى اتفاق، وتقديم تنازلات بشكل جزئي من أجل إتمام صفقة مع قيادة حماس، والتي من المتوقع أن تقبل بشروط إسرائيل التعجيزية بعد مقتل السنوار”، على حد تقديره.
وأشار إلى أن “التصريحات تحمل إشارة قوية على وجود مخططات عسكرية وسياسية متفق عليها بين إسرائيل وحلفائها بشأن غزة واليوم التالي للحرب”، مشددًا على أن أساس تلك المخططات تغييب حماس عن المشهد.
تحول كبير
بدوره، يرى المحلل السياسي أيمن يوسف، أن “مقتل السنوار سيكون بمثابة تحول كبير في المشهد السياسي الفلسطيني، وسيؤثر على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار التي يديرها الوسطاء بين حماس وإسرائيل من أكثر من عام”.
وقال يوسف لـ”إرم نيوز”، إن “حماس ستكون مضطرة للقبول بأي عروض إقليمية ودولية بشأن الأوضاع في قطاع غزة، كما أنها ستقدم تنازلات كبيرة من أجل إنهاء القتال، ووقف سيل الخسائر السياسية والعسكرية التي تتعرض لها”.
وأوضح أن “السنوار كانت الشخصية الأكثر عناداً في حماس، والرافض لأي تنازلات من الحركة لإسرائيل بملف الرهائن والمحتجزين”، مبينًا أن غيابه عن المشهد “سيكون له التأثير الأقوى على قرارات الحركة، وسياساتها، ورؤيتها الإستراتيجية”.
وأضاف يوسف أن “السنوار كان شخصية متفردة بالقرار، ويحيط نفسه بقيادات تحمل الفكر ذاته وتؤيده، كما أن مكانته لدى الجناح المسلح للحركة، الذي يعتبر شقيقه محمد أحد أبرز قادته، مكنته من الحصول على نفوذ غير مسبوق”.
وأكمل: “إن غياب السنوار سيؤثر على مسار القضية الفلسطينية بأكملها، وبالرغم من النتائج الكارثية لهجوم أكتوبر الذي يعتبر هو العقل المدبر له، إلا أن الفلسطينيين سيكونون مضطرين للتنازل، وحماس ستذهب بعيدًا عن خطها السياسي والعسكري الذي رسمته على مدار السنوات الماضية”.
واعتبر يوسف أن “الخيار الآخر لدى حماس هو مواصلة العناد، والمضي قُدمًا في القتال ضد إسرائيل على اعتبار أنها ما زالت تمتلك ورقة الرهائن والمحتجزين في غزة؛ إلا أن ذلك سيعرّض من تبقى من قياداتها للخطر، وسيزيد من خسائرها السياسية والعسكرية”. (إرم نيوز)