سجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزعيم حركة حماس يحيى السنوار هدفين لطالما تحدث عن رغبته الشديدة خلال الحرب على تحقيقهما.
وضع نتنياهو السنوار هدفا يوازي أهدافه الأخرى في الحرب والتي لطالما رددها، الرهائن والقضاء على حماس واغتيال زعيمها العسكري الذي تسلم دفة قيادتها سياسيا عقب مقتل إسماعيل هنية في طهران.
لم يكن السنوار هدفا عاديا، لاسيما أن إسرائيل أطلقت عليه لقب “مهندس هجوم 7 تشرين الأول” الذي كشف الستار عن فشل استخباراتي لم يكن بحسبان نتنياهو على الإطلاق.
السيد حسن نصر الله أيضا ليس بالهدف العادي، وباغتياله وضعت إسرائيل حزب الله أمام “معادلة فقدان القائد” الذي فرض بدوره على إسرائيل معادلة أخرجت سكان الشمال من منازلهم وأضافت إلى الوضع الأمني المعقد في إسرائيل تعقيدا.
ومع تحقيق هذين الهدفين، تواصل إسرائيل عملياتها في غزة وفي لبنان، علما بأن الأصوات تتعالى من أكبر الحلفاء لإسرائيل لإمكانية استغلال فرصة ما حدث وإيقاف إطلاق النار، وهو ما جاء مؤخرا على لسان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
ومع كل هذا التعقيد والدمار والخسائر البشرية في لبنان وغزة، يظهر سؤال جلي مفاده.. ماذا تبقى لنتنياهو من أهداف؟
في لبنان
يتقدم الجيش الإسرائيلي ببُطء في الجنوب اللبناني على وقع تسريبات صحفية بأنه يتطلع إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات.
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي يُخطط لمنع عودة النازحين اللبنانيين إلى القرى الحدودية في أي اتفاق مستقبلي.
كشفت وسائل إعلام لبنانية أن واشنطن نقلت إلى المسؤولين اللبنانيين أن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان بعمق 3 كيلومترات وتحويل هذه المساحة بكاملها إلى منطقة محروقة.
يتزامن ذلك مع الإبقاء على مطلبها السابق بإقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات على أن تكون المنطقة بين الـ3 والـ10 كيلومترات من مسؤولية اليونيفل والجيش اللبناني.
المنطقة العازلة ليست الهدف الوحيد، فإسرائيل تقول إن هدف التوغل الإسرائيلي في لبنان هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود بين البلدين.
في غزة
من وجهة نظر نتنياهو، اليوم التالي لحماس يتمثل في تحويل الحركة على إثر الخسائر الكبيرة في قادتها السياسيين والعسكريين، إلى جسم لا وزن له على الساحتين الفلسطينية والإقليمية، أمر قد يجبرها على القبول بشروط إسرائيل.
هناك أيضا إشارة قوية، في الأوساط الإسرائيلية إلى وجود مخططات عسكرية وسياسية بشأن غزة واليوم التالي للحرب.
تشمل هذه المخططات سيناريوهات عدة منها إرساء إدارة مدنية في غزة وعودة السلطة الفلسطينية للقطاع أو حتى الحكم العسكري الإسرائيلي.
ماذا عن الرهائن؟
مع تعثر صفقة تبادل الرهائن لأشهر، كان كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية يأملون في أن يتم القضاء على السنوار في نهاية المطاف، مما قد يفتح آفاقاً جديدة غير ممكنة في الظروف الحالية.
خلال المناقشات حول صفقة شاملة تُعرف بـ”الكل مقابل الكل” – والتي تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل كل الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم حماس – وهي صفقة تُعد بعيدة المنال إلى حد كبير، كان بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن تلك الفكرة قد تصبح ممكنة إذا تم القضاء على السنوار.
من الممكن أن يدفع اغتيال السنوار حماس إلى قبول بعض مطالب إسرائيل، أو يمنح نتنياهو انتصارا رمزيا يتيح له الغطاء السياسي اللازم لتخفيف موقفه التفاوضي.(سكاي نيوز)