من التخفي إلى الإستشهاد.. تفاصيل 72 يوماً عاشها السنوار رئيساً لـحماس

19 أكتوبر 2024
من التخفي إلى الإستشهاد.. تفاصيل 72 يوماً عاشها السنوار رئيساً لـحماس


لمدة 72 يوماً، ظل يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس، بعد اختياره لخلافة إسماعيل هنية في 6 آب الماضي، وأعلنت إسرائيل أنها قتلته في اشتباك مسلح في حي تل السلطان في رفح يوم 17 تشرين الأول الجاري.

خلال هذه الأيام الـ72 أظهر السنوار مواقف وصفها مراقبون بأنها مختلفة عن مواقف سابقيه من رؤساء المكتب السياسي للحركة.

على صعيد ميداني اختلفت حسابات السنوار صاحب الـ 62 عاما، في تنقلاته ورسائله وحساباته للمعركة، خاصة بعد أن أصبح الرجل الأول في حماس سياسيا وعسكريا.

 

وتعمد الرجل الذي ولد في خان يونس أن يكون “غامضا” في مواقفه تجاه الحرب والتهدئة، وهذا ما ظهر في رسائله للوسطاء بحسب تقرير لـ BBC.. فكيف عاش السنوار آخر 72 يوما في حياته؟ يجيبك هذا التقرير في 720 كلمة.

أول قرار للسنوار بعد الرئاسة

بينما كان إسماعيل هنية يفاوض نتنياهو بطريقة غير مباشرة ويجادل المفاوضين في طلباته التي وصفتها حماس بـ”التعجيزية”، أظهر السنوار الذي يحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، موقفا أكثر تشددا فور تسلمه رئاسة المكتب السياسي.

في التقرير ذاته الذي نشرته BBC بعد 9 أيام من تولي السنوار رئاسة حماس، قالت إنه يرفض الإفراج عن الرهائن قبل وقف الحرب في غزة.. هذا ما قاله مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أبدوا استغرابهم من عقلية يحيى الذي يشترط وقف الحرب قبل حل المشكلة الأساسية التي تسبب بها، وهي قضية الرهائن.

هذا كان أول قرار تناقلته وسائل الإعلام عن رأي السنوار بمحادثات وقف إطلاق النار التي كانت تأمل إسرائيل أن تكون أسهل بعد اغتيالها لإسماعيل هنية في طهران في 31 تموز الماضي.

التخفي المستمر والتواصل المعدوم

توالت خرزات مسبحة “لغز السنوار” بالسقوط واحدة تلو الأخرى بعد أن تأكد الجيش أنه عاش في مناطق في رفح لفترة طويلة خلال الحرب.

 

وفي 12 تشرين الأول الجاري، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً قالت فيه إن إسرائيل عثرت على وثائق كانت مع السنوار.

 

وفي هذه الوثائق رسالة منه لقائد فيلق القدس الإيراني، و3100 صورة جوية لمواقع تغطي 90٪ من إسرائيل يريد قائد حماس، الذي قضى 23 سنة في سجون إسرائيل، مهاجمتها.

هنا، استغنى السنوار عن الاتصالات حتى باستخدام شبكة محلية لحماس، واستغنى عن رسائله المكتوبة، وأًصبح يعيش وسط دائرة ضيقة رجحت تايمز أوف إسرائيل أنها لا تزيد على 3 أشخاص. ومنذ ذلك الوقت، أصبح السنوار ينقل رسائله شفهيا من خلال هذه الدائرة الضيقة التي تحيط به.

اقتراب إسرائيل من حل ألغاز تخفيه في تلك الفترة كان بفضل وحدة خاصة استحدثتها إسرائيل داخل مقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك، وأوكلت لهذه الوحدة تتبع السنوار فقط.

 

وتقول نيويورك تايمز إن الاستخبارات الأميركية حاولت مساعدة إسرائيل بـ”اعتراض اتصالات السنوار”، فيما قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل رادارا يخترق الأرض للمساعدة في البحث عنه وعن قادة حماس الآخرين، بحسب الصحيفة.

هذه المستجدات، جعلت من السنوار يتأخر في الرد على الوسطاء المصريين والقطريين، فقبل هذه الإجراءات كان يرد على الرسائل في غضون أيام، لكن في الأشهر الأخيرة، استغرق السنوار وقتا أطول للرد، وفي بعض الأحيان كان يعتمد على نوابه للتحدث باسمه.

آخر يومين في حياته

صباح الأربعاء 16 تشرين الأول، خرج 3 مقاتلين من مبنى في تل السلطان في رفح، اشتبك معهم الجيش الإسرائيلي وقتلهم. كان السنوار وقتها في مبنى مجاور، فرصده فصيل من الكتيبة 450 العاملة في المنطقة، وأطلق قذيفة دبابة نحوه. قرابة الساعة 3 ظهرا كان تصوير “الدرون” لمشهد السنوار وهو يرمي عصا عليها، فدخل قائد الفصيل إلى المبنى، فألقى السنوار عليه ومن معه من الجنود قنبلتين يدويتين.

خرج قائد الفصيل وجنوده مسرعين من المنزل وأمر الدبابة بإطلاق قذيفة أخرى، ويرجح مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي أن هذه القذيفة هي التي قتلت السنوار.

 

ولم يدخل الجيش الإسرائيلي إلى البيت إلا صباح 17 تشرين الأول، بعد أن أصيبوا بدهشة عندما اكتشفوا أن الذي كان يشتبك معهم هو العقل المدبر لـ 7 تشرين الأول والذي ظل قتله لغزاً وحلماً للإسرائيليين لـ 375 يوماً متواصلاً. (بلينكس – blinx)