بعد اغتيال السنوار.. إسرائيل أمام خيار واحد

21 أكتوبر 2024
بعد اغتيال السنوار.. إسرائيل أمام خيار واحد


ذكرت صحيفة “The Hill” الأميركية أنه “بعد اغتيالها لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أصبحت إسرائيل الآن أمام خيار واحد. فكيف ستستجيب لهذا التطور الهائل؟ هل ستستغل هذه اللحظة لتعزيز أهدافها العسكرية المتمثلة في القضاء على حماس؟ أم ستستغل وفاة السنوار كفرصة لتأمين وقف الأعمال العدائية والإفراج عن 101 رهينة؟”

Advertisement

وبحسب الصحيفة، “تشير التقارير إلى أن إسرائيل على أهبة الاستعداد للرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني في الأول من تشرين الأول، والذي يعتبر أكبر هجوم صاروخي باليستي على الإطلاق. كما يقاتل الجيش الإسرائيلي شمالاً عناصر حزب الله في لبنان. ونظراً للائتلاف اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فمن المؤكد أن هناك من ينظر إلى وفاة السنوار كفرصة للضغط على الميزة العسكرية. وما هو الوقت الأفضل، على حد اعتقادهم، للقضاء على أعداء إسرائيل في غزة من اللحظة التي تجد فيها حماس نفسها بلا زعيم؟”
وتابعت الصحيفة، “رغم أن مثل هذه الحجج قد تبدو مغرية، فوفقاً للشريعة اليهودية، فإن مبدأ “إنقاذ الحياة” هو النجم القطبي لكل الأخلاق اليهودية، وهو مبدأ راسخ الجذور في النصوص التوراتية والحاخامية، وينص على أن إنقاذ حياة الإنسان له الأسبقية على كل الوصايا الأخرى في التوراة تقريباً. على سبيل المثال، يجوز للشخص المريض الامتناع عن الصيام في يوم الغفران، أو على سبيل المثال، يجوز للمرء إنقاذ شخص من مبنى منهار، حتى لو كان القيام بذلك ينتهك قانون السبت. إن إنقاذ الأرواح مبدأ قيد المناقشة الحالية في إسرائيل بشأن الرهائن. فوفقاً للزعيم الحاخامي في العصور الوسطى موسى بن ميمون، “ليس هناك وصية أعظم من فداء الأسرى”. ويتقاسم الشعب اليهودي مسؤولية جماعية لإعادة الرهائن إلى ديارهم سالمين”.
وأضافت الصحيفة، “نظراً للأهمية القصوى التي يوليها الحكماء اليهود لإنقاذ الأرواح وتحرير الأسرى، فمن المفهوم أن تنخرط إسرائيل في نقاش وطني مضطرب خلال العام الماضي. فمن ناحية، تؤكد المصادر الحاخامية على ضرورة بذل كل الجهود لإعادة الرهائن المتبقين إلى ديارهم. ومن ناحية أخرى، وكما يزعم بعض الخبراء، فإن التفاوض على إطلاق سراح الرهائن ينطوي على تكاليف قصيرة وطويلة الأجل. فمثل هذه الصفقات لا تشجع على احتجاز الرهائن في المستقبل فحسب، بل إنها قد تؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح. فقد تم إطلاق سراح السنوار نفسه، إلى جانب أكثر من ألف سجين فلسطيني آخرين، كجزء من صفقة عام 2011 التي أطلقت سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس في عام 2006. فكم عدد الأرواح التي كان من الممكن إنقاذها لو لم تطلق إسرائيل سراح السنوار؟”
وبحسب الصحيفة، “رغم أهمية مثل هذه المناقشات، فإن موت السنوار يوفر لحظة من الوضوح والفرصة والدبلوماسية على وجه الخصوص. وكما يتضح من مقتل ستة رهائن في آب، فإن القوة العسكرية الإسرائيلية وحدها لن تنقذ الرهائن المتبقين. فبعد تأمين اليد العليا من خلال اغتيال السنوار، يتعين على إسرائيل أن “تستغل الفوز”، وأن توقف ميزتها العسكرية وتستغل كل الموارد الدبلوماسية المتاحة لها للتفاوض على إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين. إن هذه اللحظة هي لحظة حاسمة من أجل إطلاق سراح الرهائن، الذين توفر حريتهم أسرع طريق إلى وقف إطلاق النار الذي تشتد الحاجة إليه وخطة “اليوم التالي” في غزة”.