منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى في 7 تشرين أول 2023، عمدت فصائل المقاومة الفلسطينية على استهداف ضباط وقادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعمليات مختلفة تكللت بالنجاح التام، يوم العبور الكبير إلى مواقع الاحتلال العسكرية في محيط قطاع غزة، ثم في المعارك التي وقعت بعد الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة.
بين الكتائب والألوية.. حصاد مستمر
ضمن الترتيب العسكري لجيش الاحتلال، تتألف القوات البرية الإسرائيلية من عدة فيالق، فيما يتكون الفيلق من عدة ألوية وتتفرع الألوية إلى كتائب، وتقع على عاتق هذه الألوية مسؤولية العمليات البرية وحسم المعركة على الأرض عبر التقدم في مناطق القتال.
أما قيادة الألوية والفرق والكتائب، فتأتي من رُتبتين عسكريتين هما: العقيد لقيادة اللواء والفرقة، والمقدم لقيادة الكتائب، في حين استطاعت المقاومة من حصد عددٍ من هذه الرتب المختلفة في خضم المعركة المستمرة.
عقداء في مرمى النيران
– العقيد “إحسان دكسة”
يوم أمس السبت، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن مقتل العقيد “إحسان دكسة” قائد اللواء 401 في جيش الاحتلال، هو اللواء المدرع والذي يشغل أكثر الدبابات الإسرائيلية تطوراً والذي يشارك بالاجتياح البري لقطاع غزة منذ نحو عام.
ولقي دكسة حتفه عقب استهداف كتائب القسام لدبابة إسرائيلية في منطقة جباليا شمال قطاع غزة بعبوة ناسفة، لتصيب دكسة ومن معه من ضباط بعد ترجلهم من الدبابة، أثناء تفقده لسير المجازر الدموية هناك، في حين أُصيب معه ضباط كبار.
وتسلم دكسة منصبه بقيادة اللواء قبل 3 شهور، في حين شارك في العداون الإسرائيلي على لبنان عام 2006 والمجازر الإسرائيلية في أحياء شمال قطاع غزة ومجمع الشفاء الطبي.
-العقيد “أساف حمامي”
قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة من جيش الاحتلال، تقلد منصبه القيادي عام 2022 بعد سجلٍ حافل من الإجرام بعد التحاقه في جيش الاحتلال عام 2001 وتدرج في المناصب القيادية بمختلف الوحدات العسكرية.
في اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل حمامي في اشتباكات مع عناصر كتائب القسام في كيبوتس “نيرعام”، فيما أكد الاحتلال اختطاف جثته بعد قتله، غير أن بثت كتائب القسام تسجيلاً مصوراً، يوم 25 أيار 2024 أكدت فيه أن قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة أسير لديها، وأنه أصيب في هجوم 7 تشرين الاول، وتركت المعلومات غامضة بشأن مصيره.
ووصفت كتائب القسام في الفيديو القيادة الإسرائيلية بأنها “قيادة تترك قادة جيشها في الأسر”.
-العقيد “يوناتان شتيانبرغ”
قائد لواء النحال، أبرز ألوية المشاة في جيش الاحتلال وأُعلن عن مقتله في اشتباك مع كتائب القسام في معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة يوم 7 تشرين أول 2023.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن شتيانبرغ قُتل بعد استهداف بالرصاص فور وصوله لكرم أبو سالم بعد سيطرة كتائب القسام عليه.
-العقيد “ليئون بار”
أحد قادة فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال، وقُتل خلال اشتباكات عنيفة مع عناصر المقاومة في الفلسطينية في منطقة “غلاف غزة” في 13 تشرين أول 2023.
-العقيد “روعي يوسف”
قائد لواء “برعام” في جيش الاحتلال، وتولى مناصب قيادية مختلفة في لواء جولاني ووحدة الأشباح في جيش الاحتلال.
تمكنت كتائب القسام من قتله في أولى أيام معركة طوفان الأقصى، أثناء الاشتباكات في مستوطنة “ريعيم” في “غلاف غزة”، في صنفه الإعلام العبري كأحد أبرز الشخصيات العسكرية التي قُتلت في تاريخ كيان الاحتلال.
-العقيد “يتساحق بن باسات”
قائد لواء “يفتاح” العسكري، إضافة لقيادته غرفة العمليات في لواء جولاني، نجحت المقاومة الفلسطينية بقتله في حي الشجاعية شمال قطاع غزة أواخر عام 2023 المنصرم.
هذه أعلى الرتب العسكرية التي قتلتها المقاومة خلال عام إضافةً لعدد من الرتب القيادية الأخرى وخاصة من رتبة مقدم، كالمقدم “يونتيان بنيامين تسور”، قائد كتيبة الاستطلاع في لواء ناحل، والذي قتل في اشتباكات مع المقاومة في قطاع غزة.
إضافةً للمقدم “عليم عبد الله” وهو نائب قائد لواء 300 في جيش الاحتلال، والذي قتل في اليوم الثالث لمعركة طوفان الأقصى في عملية عسكرية على الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
اغتيالات مقابل اغتيالات.. استنزاف إضافي
وفق ما سبق ذكره، توضح مجريات المعركة أن المقاومة الفلسطينية نجحت بشكلٍ بارز في اغتيال رتبٍ عسكرية رفيعة من جيش الاحتلال خلال القتال، في الوقت الذي تفاخرت به حكومة الاحتلال مراراً وتكراراً بتحقيقها إنجازات “ضخمة” من خلال الاغتيالات على مختلف الجبهات، في حين تكثف المقاومة من عملياتها التي تضرب بها نخب جيش الاحتلال وقادته.
وقبل أيام نجحت إحدى الطائرات المسيّرة بتجاوز عدد من منظومات الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ثم الوصول إلى قيسارية، واستهداف منزل رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهنو” بشكلٍ مباشر، الأمر الذي أعلن عنه نتنياهو بمحاولة اغتيال مباشرة استهدفته وزوجته “سارة نتنياهو” وهو ما أكده إعلامياً.
وعلى صعيدٍ فعلي، فإن قتل الشخصيات العسكرية الرفيعة في جيش الاحتلال، يعكس وجهاً بارزاً من وجوه الاستنزاف المتعددة التي تحيط بجيش الاحتلال على مدار عام متواصل من القتال، فضلاً عن مئات القتلى المُعلن عنهم رسمياً من جنوده وضباطه برتبٍ عسكرية مختلفة من حيث الثقل العسكري وحتى الأمني والاستخباراتي.
الضباط القتلى بعيون إسرائيلية
وفي هذا السياق قال المختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع، إن التعاطي مع الأحداث التي يُقتل بها ضباط من جيش الاحتلال، يتراوح بين تغطية الإعلام الإسرائيلي للحدث وتفاعل الجمهور الإسرائيلي معه.
وأكد مناع أن أحداث قتل الضباط يغطيها إعلام الإسرائيلي من جانبين: الجانب الذي يركز على صورة “بطولة” للقتيل وذكر سجله العسكري والمعارك التي شارك بها، والجانب الإنساني الذي يتعلق بأفراد عائلته كزوجته وأبناءهن مع الحرص على عدم إظهار الحدث كخسارة استراتيجية.
وأضاف مناع أن الحيز الإعلامي الذي يحظى به الضباط والشخصيات العسكرية الرفيعة، أضخم بكثير من الحيز الذي يتلقاه الجنود القتلى، في حين تمر أخبار الجنود القتلى بشكلٍ عابر فقط. (شبكة قدس)