كابوس الأساطيل.. صواريخ بحرية بحوزة حزب الله تخشاها إسرائيل

22 أكتوبر 2024
كابوس الأساطيل.. صواريخ بحرية بحوزة حزب الله تخشاها إسرائيل


لا تزال التَرسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله تُشَكِّل تهديداً متواصلاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي. 

ففي وقت سابق من يوم السبت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن طائرة مُسَيَّرة أُطلقت من لبنان واستهدفت مقر إقامته في قيساريا، ولم يكن مُتَوَاجِداً فيه.

يأتي ذلك بينما استهدفت مُسَيَّرة أخرى لحزب الله قبل عدة أيام قاعدة عسكرية تتبع للواء “جولاني”، ونجحت المُسَيَّرة في تجاوز الدفاعات الجوية وقتل 4 جنود وإصابة 61 آخرين بينهم 8 بجروح خطيرة، وهو أعلى معدل إصابات جماعي في صفوف جيش الاحتلال خلال يوم واحد منذ تشرين الأول 2023. 

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المُسَيَّرة التي انفجرت في قيساريا من طراز تلك التي أصابت معسكر غولاني، ويصعب اعتراضها. 

وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إن استهداف منزل نتنياهو في قيساريا جنوب حيفا بطائرة مُسَيَّرة هو “فشل أمني خطير للغاية”.

ولا يقتصر التهديد الذي يشكله حزب الله على إسرائيل على القدرات الصاروخية والطائرات المُسَيَّرة التي يمكن أن تستهدف القوات البرية والقواعد العسكرية لجيش الاحتلال فقط، وإنما يشمل هذا التهديد أيضاً صواريخ مضادة للسفن تُشكل تهديداً للبحرية الإسرائيلية.

ويتركز الحديث عن هذه الصواريخ المضادة للسفن على صاروخين استخدم حزب الله إحداهما في حرب لبنان الثانية عام 2006.

صواريخ حزب الله المضادة للسفن
أثبت حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في عام 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بُعد 16 كيلومتراً قبالة الساحل بصاروخ من طراز سي- 802؛ ما أسفر عن مقتل أربعة أفراد إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة، وفق تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

تقرير الصحيفة الإسرائيلية الذي جاء تحت عنوان: “لاعب خطير”.. التهديد البحري السري لحزب الله، أشار إلى أن حزب الله لا يزال يملك ذراعاً بحرية عاملة تمتلك صواريخ مضادة للسفن وربما صواريخ باليستية بحرية أيضاً.

ووفقاً للتقرير، راقب جيش الاحتلال الإسرائيلي عن كثب القدرات البحرية لحزب الله على مدى العقد الماضي، وكان معظم اهتمامه منصباً على صاروخ ياخونت الروسي الأسرع من الصوت، والذي وصف بأنه “كابوس الأساطيل الغربية”. 

ووفقاً للتقييمات، تم بيع الصاروخ من روسيا إلى سوريا ثم تم نقله إلى حزب الله.

وأضاف التقرير أن حزب الله طور وحدة بحرية سرية بدعم من إيران. وتتمتع هذه الوحدة بقدرات متطورة، بما في ذلك الغارات الساحلية وهجمات السفن. كما حصل على صواريخ وأجهزة رادار متطورة، بعضها مشابه لتلك التي يمتلكها الحوثيون في اليمن. 

وتقول مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله العسكرية إنه منذ حرب عام 2006، حصل حزب الله على صاروخ ياخونت روسي الصنع المضاد للسفن الأسرع من الصوت والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، حسب تقرير وكالة رويترز.

ونقلت جيروزاليم بوست عن خبير ميداني إسرائيلي قوله إن الحوثيين استخدموا صاروخاً باليستًيا بحرياً فاجأ العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية، يتمتع بقدرة كهروضوئية على تحديد الهدف.

ووصف الخبير الميداني الصاروخ الباليستي البحري بأنه “لاعب خطير”، فهو يأتي من ارتفاع شاهق ويهبط على السفينة بزاوية حادة، ويمكن للقبة الحديدية البحرية التعامل معه، لكنه تهديد جديد وصعب على الساحة.

وأضاف الخبير أن إسرائيل كانت تعلم أن الصينيين لديهم صواريخ مماثلة، لكن الإيرانيين طوروها ونقلوها إلى الحوثيين الذين استخدموها ضد العديد من السفن. 

وهناك وثائق تُظهر أن أحد صواريخهم أصاب سفينة بزاوية 40 درجة، وذلك يمثل تحدياً للدفاعات، فكلما نزل الصاروخ من الأعلى بشكل أكثر حدة كان من الصعب اعتراضه”.

وكانت تقارير نقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين ومسؤول سابق أن حزب الله بنى مجموعة مثيرة للإعجاب من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن.

وقال أحد المسؤولين: “من الواضح أننا نولي هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا… ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد”، دون التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت المجموعة تمتلك صاروخ ياخونت المضاد للسفن.

بحسب تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن صاروخ ياخونت الذي يتم إطلاقه من الأرض يقترب من هدفه على ارتفاع منخفض – من 10 إلى 15 متراً عن الأرض – لتجنب اكتشافه. وهو أحد أشكال صاروخ بي-800 أونيكس الذي تم تطويره لأول مرة في عام 1993، تم تطويره في عام 1999 للتصدير من قبل شركة دفاع روسية، ويمكن إطلاقه من الجو أو الأرض أو من الغواصات.

يبلغ قطر الصاروخ 0.67 متر، ويحمل رأسا حربيا واحدا، أما مداه 300 كيلومتر في مساره الافتراضي و120 كيلومتراً في مسار منخفض الارتفاع.

الصاروخ عبارة عن تطوير آخر لصاروخ YJ-8 باستخدام محرك توربيني فرنسي من أجل زيادة المدى. 

تم تصدير صاروخ سي- 802 إلى دول مختلفة تربطها علاقات وثيقة بالصين، لكن لم يتم اعتماده من قبل الجيش الصيني. 

قامت إيران بتطوير صاروخ أخر من صاروخ سي- 802 أطلق عليه اسم نور، ثم طورت لاحقاً نماذج محسنة أخرى.

تم استبدال محرك الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب بمحرك Microturbo TRI 60 النفاث الهوائي الفرنسي. 

ويحتوي الصاروخ سي- 802 على رأس حربي شديد الانفجار يزن 165 كجم. 

يبلغ أقصى مدى له حوالي 120 كيلومتراً، ويطير بسرعة أقل من سرعة الصوت على ارتفاع يتراوح بين 5 إلى 7 أمتار فوق مستوى سطح البحر عند الاقتراب من هدفه.

ويستخدم الصاروخ رأسا حربيا موجها بالرادار النشط، ويستخدم الملاحة بالقصور الذاتي للوصول إلى منطقة الهدف. (عربي بوست)