أجبر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين على دخول المنازل والأنفاق التي يحتمل أن تكون مفخخة في غزة لتجنب تعريض قواته للأذى، وفق ما كشفه جنود إسرائيليون وأسرى فلسطينيون سابقون لشبكة CNN.
وكشف جندي أن وحدته احتجزت سجينين فلسطينيين لغرض واضح هو استخدامهما كدروع بشرية لاستكشاف الأماكن الخطرة، مؤكدا أن هذه الممارسة منتشرة بين الوحدات الإسرائيلية في غزة.
وقال: “طلبنا منهم أن يدخلوا المبنى قبلنا. إذا كان هناك أي أفخاخ مفخخة، فسوف تنفجر فيهم وليس بنا”، مشيرا إلى أن “هذا التكتيك شائع جدا في الجيش الإسرائيلي ويطلق عليه اسم بروتوكول البعوض”.
لكن قالت الشبكة الأميركية لا تعرف على وجه الدقة، حجم ونطاق هذه الممارسة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي. لكن شهادة الجندي وخمسة مدنيين تظهر أن هذه الظاهرة كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع: في شمال غزة، ومدينة غزة، وخانيونس، ورفح.
ولفت الجندي إلى أنه شكك في هذه الممارسة، وقال إن أحد قادته قال له: “من الأفضل أن ينفجر الفلسطيني وليس جنودنا”، وزعم أنه ورفاقه رفضوا الاستمرار في هذه الممارسة بعد يومين وواجهوا قائدهم بالأمر. وقال الجندي إن قائدهم، الذي أخبرهم في البداية بعدم “التفكير في القانون الدولي وأن حياتهم أكثر أهمية، رضخ في النهاية وأطلق سراح الفلسطينيين”، مبينا أن “حقيقة إطلاق سراحهم أوضحت له أنه لا علاقة لهم بحماس، وأنهم ليسوا إرهابيين”.
وبحسب CNN فإن رواية الجندي تتوافق مع مقابلات أجريت مع خمسة معتقلين فلسطينيين سابقين في غزة. يصف جميعهم كيف تم أسرهم من قبل القوات الإسرائيلية وإجبارهم على دخول أماكن يحتمل أن تكون خطرة قبل الجيش.
وقال محمد سعد (20 عاما) إن الجيش الإسرائيلي اعتقله بالقرب من رفح، أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية له ولإخوته الصغار، مضيفا: “أخذنا الجيش في سيارة جيب، ووجدنا أنفسنا داخل رفح في معسكر للجيش”. وكشف أنه تم احتجازه هناك لمدة 47 يوما، واستخدم خلال تلك الفترة في مهام استطلاعية لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر.
وتابع قائلا: “ألبسونا الزي العسكري، ووضعوا علينا كاميرا، كانوا يطلبون منا القيام بأشياء مثل تحريك هذه السجادة، قائلين إنهم يبحثون عن الأنفاق. كانوا يقولون: “قم بالتصوير تحت الدرج”. إذا وجدوا شيئا، سيطلبون منا أن نخرجه. على سبيل المثال، كانوا يطلبون منا إخراج متعلقات المنزل، ونقل الأريكة، وفتح الثلاجة، وفتح الخزانة”.
وأوضح أن الجنود كانوا مرعوبين من وجود متفجرات مخبأة، وقال: “كنت أرتدي الزي العسكري، لكن في المهمة الأخيرة أخذوني بملابس مدنية. ذهبنا إلى أحد المواقع وأخبروني أنه يتعين علي تصوير دبابة تركها الجيش الإسرائيلي خلفه. كنت مرعوبا وخائفا من تصوير ذلك، فضربوني على ظهري بعقب البندقية”.
وأوضحت CNN أنه لم يكن جميع الفلسطينيين الذين تم استخدامهم من البالغين. وقال محمد شبير (17 عاما) إن الجنود أسروه بعد أن قتلوا والده وشقيقته خلال مداهمة منزلهم في خان يونس.
ويتذكر قائلا: “كنت مقيد اليدين ولم أرتدي سوى ملابس داخلية. لقد استخدموني كدرع بشري، وأخذوني إلى المنازل المهدمة، وهي أماكن يمكن أن تكون خطرة أو تحتوي على ألغام أرضية”.
وردا على ذلك، ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان للشبكة أن “توجيهات الجيش الإسرائيلي وإرشاداته تحظر بشكل صارم استخدام المدنيين المحتجزين في غزة في العمليات العسكرية. يتم توضيح البروتوكولات والتعليمات ذات الصلة بشكل روتيني للجنود في الميدان أثناء النزاع”. (روسيا اليوم)