رأت مجلة “The Economist” البريطانية أنه “أصبح من المؤكد أن الاغتيالات لا طائل منها. فمنذ أكثر من عام، اغتالت إسرائيل زعماء حماس وحزب الله، وفي كل مرة تفعل ذلك، يصر عدد من المسؤولين والمحللين على أن حماس وحزب الله سوف يعيدان تنظيم صفوفهما ويستعيدان قوتهما السابقة. وربما يكون الأمر كذلك، ولكن هناك أيضاً أسباب وجيهة للاعتقاد بأن هذه المرة قد تكون مختلفة”.
Advertisement
]]>
وبحسب المجلة، “هناك ثلاث حجج تدعم الاعتقاد بأن عمليات القتل المستهدفة لا تنجح. الأولى تاريخية. فقد وجدت أودري كيرث كرونين، الأستاذة في جامعة كارنيجي ميلون، أن ما يسمى بضربات “قطع الرأس” تميل إلى العمل ضد الجماعات الصغيرة التي تشكلت حديثاً والتي تفتقر إلى عملية اختيار القادة الجدد. وفي الواقع، لا ينطبق هذا الوصف لا على حماس ولا على حزب الله. فعندما قتلت إسرائيل عباس الموسوي، زعيم حزب الله، في عام 1992، لم تمت الجماعة معه، بل على العكس من ذلك، أثبت خليفته، حسن نصر الله، أنه زعيم أكثر قدرة. وعلى نحو مماثل، نجت حماس بعد اغتيال أحمد ياسين، مؤسسها، في عام 2004″.
وتابعت الصحيفة، “في ما يتعلق بحزب الله، فبحلول الوقت الذي اغتالت فيه إسرائيل نصر الله في السابع والعشرين من أيلول، كانت قد اغتالت بالفعل أغلب القادة العسكريين للحزب. ومنذ ذلك الحين اغتالت هاشم صفي الدين، الوريث المفترض لنصر الله. وحتى أكثر الجماعات قدرة على الصمود سوف تكافح بعد خسارة الشخصيات الأربع أو الخمس الأولى في مخططها التنظيمي. والأمر عينه ينطبق على حماس، التي فقدت في العام الماضي اثنين من قادتها، وعشرات من القادة من الرتب الأدنى. أضف إلى ذلك المكانة الفريدة التي يتمتع بها كل من نصر الله وزعيم حركة حماس يحيى السنوار.كان الأول الرجل الأكثر قوة في “محور المقاومة” الإيراني والمقرب من مرشدها الأعلى. أما السنوار، على عكس أسلافه، فقد هيمن على كل فروع حماس المتفرقة: فقد سيطر على الجناحين العسكري والسياسي وأخضع قيادة الشتات لإرادته. وفي الواقع، لن يتم استبدال أي منهما بسهولة، وقد لا يتمتع خلفاؤهما بنفس القدر من الدعم من إيران”.
وبحسب المجلة، “إن الحجة الثانية هي حجة بنيوية. فقبل السابع من تشرين الأول كانت حماس هي الحكومة الفعلية في غزة، أما حزب الله فهو دولة داخل الدولة. وبعبارة أخرى، فإن هذه ليست مجرد فصائل مسلحة، بل هي كيانات سياسية واقتصادية ذات جذور عميقة. ومع ذلك فقد تم اقتلاع بعض هذه الجذور على مدى العام الماضي بسبب تصرفات إسرائيل. ولكي تتمكن حماس من العودة إلى الظهور كحاكمة لغزة، فإنها سوف تحتاج إلى المال لدفع رواتب مقاتليها، ولكن اقتصاد غزة في حالة خراب: فالتجار الذين كانوا يدفعون لحماس ذات يوم 360 مليون دولار سنوياً كضرائب قتلوا أو خسروا أعمالهم. أما في لبنان، ففي ظل النظام الزبائني، يصبح الحزب قوياً بقدر ما يقدمه من منافع. فبعد أن كان حزب الله أغنى حزب في لبنان لفترة طويلة، أصبح الآن تحت الضغط”.
وتابعت المجلة، “الحجة الأخيرة فلسفية. ففي شباط، قال جوزيب بوريل، رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، “إن حماس فكرة، ولا يمكنك قتل فكرة”. وقال رئيس جامعة الدول العربية الشيء عينه عن حزب الله في وقت سابق من هذا الشهر. ولكن هذا خطأ. فقد أدلى المحللون بادعاءات مماثلة حول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قبل عقد من الزمان، عندما أعلنت الجماعة الجهادية الخلافة واستولت على مساحة من الأراضي في كل أنحاء سوريا والعراق. واستمرت الخلافة أقل من أربع سنوات وانهارت في مواجهة تحالف دولي قتل عشرات الآلاف من مقاتلي داعش في حملة شرسة. والأمر عينه ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين. ولكن من باب الإنصاف، لم يتم القضاء على أي من المجموعتين”.
وختمت المجلة، “إن حماس وحزب الله مؤسسات وليست أفكاراً، وليس من المؤكد أن حماس سوف تصبح الجماعة الفلسطينية المسلحة الرائدة، أو أن حزب الله سوف يصبح الممثل الرئيسي للشيعة في لبنان. والسؤال الآن هو ما الذي قد ينشأ ليحل محلهما.ويخشى كثيرون في لبنان أن يؤدي ضعف حزب الله إلى اندلاع قتال داخل الطائفة الشيعية. ولكن، ما دامت إسرائيل تحرم الفلسطينيين من إقامة دولة، فسوف يظل الفلسطينيون على استعداد لمقاتلة إسرائيل”.