بينما كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن إسرائيل أجلت ضربتها لإيران بسبب تسريب وثائق استخباراتية أميركية، نفى مسؤول أمني إسرائيلي أن يكون تأجيل الهجوم بسبب تلك الوثائق. فما تفاصيل الوثائق المسربة؟ وكيف كانت إسرائيل تخطط لضرب إيران بحسب الوثائق؟
وكانت قد سربت إحدى القنوات على تطبيق تليغرام وثائق منسوبة إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وفيها تشير إلى رصد تحركات إسرائيلية يتم فيها تذخير الطائرات بأنواع محددة من الصواريخ، والقيام بمناورات التجسس وإعادة التزود بالوقود.
وتشير الصفحة المسربة إلى تحريك إسرائيل لأنواع الذخيرة في 16 تشرين الأول، وأنه كان بشكل شبه مؤكد لتجهيز ضربة على إيران.
وتحدد الوثيقة أنواع الأسلحة التي يتم التدريب عليها، بما فيها الصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو، والتي تسمح للطائرات المقاتلة بضرب صواريخ بعيدة المدى من دون اضطرار الطائرات لدخول المجال الجوي للخصم والتعرض لرادارته ودفاعاته الجوية.
وتشير الوثيقة إلى أن تحليل صور الأقمار الصناعية أوضح أنه تم نقل 16 صاروخا من طراز “غولدن هورايزن”. وترجح صحيفة “التايمز” أن هذه التسمية يمكن أن تعود لصواريخ “بلو سبارو” التي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وكذلك 40 صاروخا من طراز “روكس” المطور إسرائيليا ولا يعرف مداه بالضبط.
وفي قاعدة حتساريم، أوضحت الوثيقة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غطى 6 ملاجئ محصنة لطائرات مقاتلة من طراز”إف-15 ” ما يعني أنها كانت تتزود بالصواريخ.
كما تظهر أنه تم التدريب على صواريخ جو – أرض في قاعدتي رامات دافيد، ورامون التي كان فيها تدريبات سرية على استخدام الطائرات المسيرة.
وحسب المعلومات، فإنه بناء على هذه المعطيات يمكن للخبراء رسم سيناريوهات، منها: أن إسرائيل تسعى في خطتها لاستخدام الطائرات المقاتلة للتحليق مسافات طويلة، والتزود بالوقود من الطائرات “كيه سي 707″، في حين تعمل طائرات الإنذار المبكر على رصد أي تحركات تهدد خطر الطائرات خلال الرحلة.
ولتقليل خسائر الطيران، فإن الصواريخ الباليستية المحمولة جوا ستطلق من مسافات بعيدة عن مدى أنظمة الدفاع الجوي الإيراني لتستهدف أهداف ثابتة أو متحركة.
وبحسب “التايمز”، فإن إسرائيل تشعر بالقلق من أن التسريب قد يساعد إيران على التنبؤ بأنماط معينة من الهجوم ومكوناته، ما دفع إسرائيل إلى التأجيل وتطوير إستراتيجيات بديلة، وهذا ما دفع أن يأخذ الرد وقتا أطول مما ينبغي.
غير أن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مسؤول أمني كبير نفيه ما جاء في صحيفة “التايمز”، وقوله إنه لا توجد صلة بين تسريب الوثائق من البنتاغون واختيار توقيت الهجوم على إيران، حيث لم يتم تحديد موعد نهائي لتنفيذ الهجوم بأي حال من الأحول وتم تأجيله. (الجزيرة)