“إنه يحترمني ويعلم أنني مجنون”.. جملة قالها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لشرح علاقته بالرئيس الصيني شي جين بينغ، اعتبرت صحيفة “أكسيوس” الأميركية، أنها تلخص عقيدته للسياسة الخارجية.
ويخشى كل صناع القرار في جميع أنحاء العالم مما سيفعله الرئيس السابق والمرشح الجمهوري إذا تحدوه حال فوزه بانتخابات الرئاسة.
كما أكد ترامب في تصريحاته لصحيفة “وول ستريت جورنال” أنه سيهدد بفرض تعريفات جمركية ضخمة أو قطع التجارة تمامًا لمنع الصين من حصار تايوان.
وعندما سُئل عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية إذا نفذ شي تهديداته، رفض ترامب هذا الاحتمال تماما: “لن أضطر إلى ذلك، لأنه يحترمني ويعرف أنني مجنون”.
وفي المقابلة نفسها، زعم ترامب أنه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا: “نحن أصدقاء. لا أريد أن أفعل ذلك ولكن.. إذا استهدفت أوكرانيا، فسأضربك بقوة”، بما في ذلك “في قلب موسكو”.
ورغم أنه لا يوجد دليل على أن المحادثة قد وقعت بالفعل، لكن ترامب روى تفاعلاته مع زعماء في جميع أنحاء العالم بعبارات مماثلة.
وفي هذا الإطار، قدم مستشار الأمن القومي السابق لترامب، روبرت أوبراين، هذا الأسبوع الحجة بأن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب كان من الممكن أن يمنع بالفعل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال أوبراين لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إنه “في حين كان بوتين يعلم أن الرئيس جو بايدن سيفرض العقوبات، وليس القوات، إلا أنه كان سيواجه احتمالية غير محتملة ولكن مزعجة بأن يرسل ترامب مشاة البحرية”.
وقد قارن أوبراين، الذي من المرجح أن يكون له دور بارز في إدارة ترامب الثانية، حال فوزه، هذا الأمر بـ”نظرية الرجل المجنون” التي وضعها ريتشارد نيكسون، إذا كان بوتين يعتقد أن هناك فرصة ضئيلة للتدخل الأميركي، فإنه سيضطر إلى إعادة حساباته.
ووفقا لرواية ترامب، فإن مجرد التهديد باستخدام القوة – العسكرية أو الاقتصادية – سيبقي العالم في مساره الصحيح.
وفي مناظرته مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، تفاخر ترامب بأن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أخبره أن “العالم كان أقل فوضوية عندما كان رئيسًا لأن الزعماء الآخرين كانوا خائفين منه”.
وزعم ترامب أن “تحذيراته من أنه قد لا يدافع عن حلفاء الناتو دفعتهم إلى زيادة الإنفاق العسكري، وأن تهديداته بـ(النار والغضب) تجاه كوريا الشمالية دفعت كيم جونغ أون إلى محادثات نووية (رغم أنها لم تكن مثمرة في نهاية المطاف)”.
وأشارت أكسيوس إلى أن “المشكلة هي أن بعض حلفاء ترامب ألمحوا حتى إلى أن سياسته المفضلة، فرض رسوم جمركية شاملة، قد لا يتعين تنفيذها فعليا”.
وقال سكوت بيسنت، المستشار الاقتصادي لترامب، لصحيفة فايننشال تايمز إن التهديد بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 20% هو موقف “متطرف” يهدف إلى جلب الشركاء التجاريين إلى طاولة المفاوضات، وأضاف: “إنه تصعيد من أجل خفض التصعيد”.
وأشار ترامب نفسه إلى أن تهديداته بفرض رسوم جمركية ضخمة على الشركات التي تصنع منتجاتها في الخارج هي “مجاز” – وقال لشبكة “فوكس نيوز”: “سأقول 100، و200، وسأقول 500، لا يهمني”.
الواقع أن ما يقوله ترامب هو أن “عدم القدرة على التنبؤ يمكن أن يردع التحديات»، بحسب ريتشارد هاس، وهو من قدامى المحاربين في 4 إدارات أميركية ورئيس فخري لمجلس العلاقات الخارجية”.
ويضيف هاس: “إن القدرة على التنبؤ أكثر قدرة على ردع التحديات من القدرة على مقاومتها”.
ويؤكد هاس أن عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث في المكتب البيضاوي قد يبقي الخصوم في حالة تأهب لفترة من الوقت، لكنه نادرا ما يخدم المصالح الأمريكية على المدى الأبعد لأنه “يثير قلق الأصدقاء والحلفاء أيضا”. (العين الإخبارية)