بدأ الجيش المالي قبل ساعات في شن ضربات جوية على شمال البلاد، تمهيداً لهجوم واسع ضد المتمردين، بحسب “إرم نيوز”.
وقالت مصادر إن “الجيش يعتزم الانتقام من الانفصاليين الطوارق الذين قتلوا العشرات من جنوده ومن عناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية في تموز الماضي”.
وأحجمت عن ذكر تفاصيل للهجوم المرتقب، لكنها أشارت إلى أن هناك تكتما شديدا على مجريات الأحداث في مسعى لتفادي أي مفاجآت ميدانية.
وكان المتمردون الطوارق المتمركزون في شمال مالي، قد أعلنوا عن مقتل مدنيين في وقت سابق في هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي على منطقة تمبكتو.
ويسعى تحالف يطلق على نفسه تسمية ”الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي”، وهو تجمع من الفصائل المتمردة، إلى التصدي للجيش المالي الذي سبق وأن حشد قبل أيام قوافل عسكرية للقيام بهجوم خاطف على المتمردين قبل أن يتراجع.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على هذه التطورات بالقول إن “الجيش المالي وحلفاءه الروس أصبحا يحاولان بسرعة طي صفحة الشمال، خاصة أنها استغرقت الكثير من الوقت ووسط تردد فتح الباب أمام تأويلات حول مستقبل الشراكة بين الجيش وموسكو أو بشكل أدق فاغنر”.
وتابع ديالو في تصريح خاص لـ “إرم نيوز”، أن: “الجيش المالي على الأرجح يريد حسم الأمور بسرعة، لكن ذلك يبقى هدفا صعب المنال خاصة أن هناك أطرافا إقليمية لا تريد استعار الأزمة في شمال البلاد مثل الجزائر وموريتانيا اللتين تتخوفان من أزمة لجوء على حدودهما”.
وتأسس “الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي” قبل سنوات، وبات يشن تمرداً ضد حكومة المجلس العسكري في مالي منذ العام 2012، لكن منذ ذلك الحين دخلت جماعات أخرى مسلحة على الخط بعضها ينتمي إلى تنظيمات متشددة مثل تنظيم القاعدة الإرهابي أو داعش.
وقال المحلل السياسي المالي قاسم كايتا، إن “قرار الهجوم على تينزاوتين وقرى أخرى في الشمال المالي، وهي مدن يسيطر عليها الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي في اعتقادي يبقى القرار الصعب خاصة في ظل الانتكاسات التي تعرض لها الجيش وحلفاؤه الروس”.
وأوضح كايتا أن “هناك أيضا مخاوف من انهيار الوضع الإنساني الذي هو أصلا متردٍ في شمال مالي، لذلك في اعتقادي سيكون الجيش وحلفاؤه أمام أيام صعبة سواء بشن الهجوم أو الامتناع عن ذلك”. (إرم نيوز)