تدهورت العلاقة التي لطالما كانت شائكة بين إسرائيل والأمم المتحدة بشكل دراماتيكي خلال الأيام الماضية، مع حظر الكنيست، الاثنين الماضي، نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة.
Advertisement
]]>
فقد أدت هذه الخطوة إلى تأزم العلاقة أكثر مع الأمم المتحدة بعد عام شهد تبادل الإهانات والاتهامات والهجمات بين الطرفين إلى حد التشكيك في إمكان إبقاء إسرائيل عضوا في الهيئة الدولية.
إذ اتّهم المسؤولون الإسرائيليون الأمم المتحدة بالانحياز.
بل اعتبروا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ”شريك في الإرهاب”.
حتى إن تل أبيب أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، غوتيريش “شخصا غير مرغوب فيه” ما يعني منعه من دخول أراضيها
كما اعتبر وزير خارجيتها، يسرائيل كاتس، أن “أي شخص لا يمكنه إدانة هجوم إيران الشنيع على إسرائيل بشكل قاطع لا يستحق أن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي”، متّهما غوتيريش بـ”دعم الإرهابيين والمغتصبين”. علماً أن الدعوات الإسرائيلية لغوتيريش للاستقالة بدأت بعد أسابيع فقط على هجوم السابع من تشرين الأول عندما صرّح بأن الهجوم “لم يأت من فراغ.. فقد تعرض الشعب الفلسطيني إلى 56 عاما من الاحتلال الخانق”. لكن الأونروا كانت هدفا لأشد الهجمات.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فوصف الأمم المتحدة خلال الخطاب الذي ألقاه في 27 أيلول الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها “مستنقع لمعاداة السامية”.
فيما قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون لوكالة فرانس برس مؤخرا “نشعر بأن الأمم المتحدة خانتنا”.
علما أن الشكاوى الإسرائيلية من “انحياز” الأمم المتحدة بدأت قبل مدة طويلة، إذ أشارت مثلا إلى العدد الكبير من القرارات الصادرة ضدها.
فمنذ تأسيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2006، استهدف أكثر من ثلث قرارات الإدانة التي يتجاوز عددها الثلاثمئة إسرائيل، بحسب ميرون الذي وصف الأمر بأنه “مذهل”.
في المقابل، أكد العديد من معارضي إسرائيل أنها لطالما تجاهلت العديد من قرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية من دون أي عواقب مذ مهّد تصويت في الجمعية العامة سنة 1948 الطريق للاعتراف بها.
فلطالما تجاهلت إسرائيل على سبيل المثال القرار 194 الذي يضمن حق العودة أو التعويض للفلسطينيين الذين طردوا من الأراضي التي احتلتها عام 1948.
كما تجاهلت القرارات التي تدين حيازتها أراضي وضم القدس الشرقية بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 وسياسة توسيع المستوطنات المتواصلة في الضفة الغربية.
(العربية)