دعوة إلى تجنيد قومي في إسرائيل.. ما الهدف وراء ذلك؟

2 نوفمبر 2024
دعوة إلى تجنيد قومي في إسرائيل.. ما الهدف وراء ذلك؟


أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن ضرورة التجنيد القومي على نحو واسع في إسرائيل، تساؤلات حول الهدف من هذه التصريحات.

وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد الخلافات داخل ائتلاف الحكومة الإسرائيلية بشأن قانون التجنيد الخاص بالمتشددين دينيًا “الحريديم”.

وقال غالانت، في تصريحاته، إن “الجيش بحاجة إلى مزيد من الجنود في صفوف الاحتياط والقوات النظامية”، وإن “الحرب تفرض علينا تجنيدًا قوميًا واسعًا، وعلى الجميع تحمل الأعباء الأمنية”.

“ضمان الولاء”

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، إمطانس شحادة، أن تصريحات غالانت تأتي في إطار أمرين رئيسيين، الأول تأكيده على ضرورة العمل من أجل فرض التجنيد على طلاب المدارس الدينية، على الرغم من التوتر داخل الائتلاف الحكومي بهذا الشأن. 

وقال شحادة، لـ”إرم نيوز”، إن “الهدف الثاني يتمثل في مطالبة غير علنية من قبل غالانت بضرورة ضمان الولاء لعناصر الجيش الجدد، خاصة مع المساعي المتواصلة من قبل إيران وحلفائها لتجنيد إسرائيليين للقيام بمهام تجسسية”. 

وأوضح أن “القتال الإسرائيلي على جبهات مختلفة أظهر الحاجة الملحة لتجنيد عدد أكبر من العناصر في صفوف الجيش، كما أن هناك حاجة استثنائية لتجنيد أعداد أخرى لدى الأجهزة الأمنية لمواجهة الأخطار الداخلية”.

وأشار شحادة إلى أن “إلحاح غالانت على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التجنيد غير مرتبطة بالوضع الأمني والعسكري الذي تعيشه إسرائيل في الوقت الحالي بالدرجة الأولى، وإنما بالمخاطر التي تستعد لها خلال السنوات المقبلة”. 

ورأى أن غالانت “لن ينجح في الضغط على رئيس الوزراء  وائتلافه الحكومي من أجل اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بتجنيد عناصر جدد بمن فيهم طلاب المعاهد الدينية، خاصة أن نتنياهو يهتم بمستقبله السياسي بالدرجة الأولى”. 

خطط غير معلنة 

ويرى المحلل السياسي، أيمن يوسف، أن “مطالبات غالانت يمكن أن تمثل إشارة قوية إلى وجود مخططات عسكرية غير معلنة للجيش الإسرائيلي بشأن الجبهتين الشمالية والجنوبية لإسرائيل، وبشكل خاص شمال قطاع غزة”. 

وقال يوسف، لـ”إرم نيوز”، إن “إسرائيل بعد أن خاضت أطول حرب في تاريخها تعمل في الوقت الراهن من أجل الدخول في مواجهة حاسمة مع إيران وحلفائها في المنطقة، وهو الأمر الذي سيتم حتى لو تم التوصل لاتفاقيات تهدئة خلال الفترة المقبلة”.

وأضاف: “إسرائيل من وجهة نظرها تواجه مخاطر أمنية من مختلف حدودها بدءًا من غزة ولبنان ووصولًا للأردن وسوريا، كما أنها تقاتل ضد سبع جهات تتعلق بإيران وحلفائها”، متابعًا: “كل ذلك يجعل إسرائيل بحاجة إلى مضاعفة أعداد جنودها لخوض أقوى المعارك”.

 وزاد يوسف بالقول إن “مسؤوليات كبيرة للغاية تنتظر الجيش الإسرائيلي، وقد نشهد بعد جولة القتال الحالية مواجهة هي الأكثر حسمًا في تاريخ الصراع بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة”، مبينًا أن غالانت يسعى لإعداد الجيش الإسرائيلي لمثل هذه اللحظة.

وأكد أن “غالانت يرغب بزيادة عدد الجنود لتحويل أهداف جيشه التكتيكية إلى إنجازات كبيرة وغير مسبوقة، كما أنه يريد العمل على سد النقص الذي يعاني منه الجيش في ظل الخسائر التي تعرض لها خلال القتال على مختلف الجبهات”. (إرم نيوز)