لا يمكن قصف البرنامج النووي الإيراني

5 نوفمبر 2024
لا يمكن قصف البرنامج النووي الإيراني


ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية شاملة. فقد شنت إسرائيل مؤخرا ضربات انتقامية ضد إيران، ورغم أنها تجنبت استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، فإن الخطر لا يزال قائما في أن تؤدي الضربات الصاروخية المتبادلة بين الدولتين إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط. لقد شجعت مجموعة من الأفراد، مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت وجون بولتون، الجيش الإسرائيلي على مهاجمة القدرات النووية الإيرانية. ومع فشل خطة العمل الشاملة المشتركة، يزعم الصقور أن الخيار الوحيد المتاح لإسرائيل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي هو الحرب”.


Advertisement

]]>

وبحسب الموقع، “مع ذلك، فإن الحجج لصالح توجيه ضربة ضد القدرات النووية الإيرانية غير مبررة. فالهجوم لن يؤخر البرنامج بشكل كبير، ومن المرجح أن يقنع إيران بأنها بحاجة إلى الأسلحة النووية لتكون آمنة. وفي نهاية المطاف، في حين أن حصول إيران على قدرات نووية ليس مثاليا، فإنه لن يكون كارثة بالنسبة لإسرائيل أو الولايات المتحدة. إن أنصار توجيه ضربة استباقية إلى إيران يبالغون بشكل كبير في تقدير قدرة إسرائيل على تدمير كافة القدرات النووية الإيرانية، ذلك أن الاستخبارات العسكرية تتسم دوماً بالعيوب، الأمر الذي يجعل من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من معرفة أماكن كافة القدرات النووية الإيرانية. ورغم أن إيران لا تمتلك سوى موقعين لتخصيب اليورانيوم قادرين على تخصيب اليورانيوم إلى المستويات اللازمة لامتلاك سلاح نووي، فقد عملت على تحصين منشآتها النووية، وهذا يجعل اكتشاف هذه القدرات النووية وتدميرها أكثر صعوبة بالنسبة لإسرائيل، وسوف يتطلب مشاركة الولايات المتحدة لزيادة فرص تدميرها”.
وتابع الموقع، “حتى في السيناريو غير المحتمل إلى حد كبير، والذي يتلخص في تدمير إسرائيل لكل القدرات النووية الإيرانية، فإن إيران سوف تظل تحتفظ بالخبرة اللازمة لبناء الأسلحة النووية. فغياب السلاح النووي لا يلغي قدرة أي دولة على بناء سلاح نووي. وإذا حاولت إسرائيل نزع السلاح النووي عن إيران بالقوة، فسوف تقنع طهران بأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الحقيقي هو الحصول على ترسانة نووية. إن أنصار الضربات الإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية يزعمون أيضاً أن طهران سوف تستخدم السلاح النووي لتدمير إسرائيل. وإذا ألقينا نظرة على الخطاب الإيراني في الماضي حول أملها في تدمير إسرائيل، فسوف يتبين لنا بسهولة لماذا يشعر كثيرون بالقلق إزاء هذا الأمر، ولكن لا بد من فحص سلوك إيران بالإضافة إلى خطابها”.
وأضاف الموقع، “تمتلك إسرائيل ما يكفي من الأسلحة النووية لتمكينها من شن ضربة ثانية آمنة ضد إيران، وهذا الوضع من شأنه أن يعرض بقاء إيران للخطر ويمنعها من شن ضربة نووية ضد إسرائيل. والواقع أن سلوك طهران يشير بقوة إلى أنها لن تبدأ حرباً يكون زوالها فيها مؤكداً. وأخيرا، يزعم أولئك الذين يؤيدون الضربات الاستباقية ضد إيران أن الأخيرة سوف تستخدم ترسانتها النووية كرادع لتغيير النظام، مما يسمح لها بالمجازفة أكثر بقواتها التقليدية ووكلائها. ولكن هذه الحجة تنهار في مواجهة القدرات العسكرية والحقائق على الأرض. فإذا نظرنا إلى الأسلحة التقليدية التي تمتلكها إيران، فسوف يتبين لنا أنها غير قادرة على الفوز في حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل، ولا يمكنها أن تهيمن على الشرق الأوسط. كما أن وكلاء إيران لا يقدمون الكثير من المساعدة، حيث يتعرضون لمهاجمة إسرائيل حاليا. في الواقع، إن اغتيال إسرائيل لقادة حزب الله وحماس لا يؤدي إلا إلى تفاقم مخاوف طهران وتحفيزها للحصول على سلاح نووي”.
وختم الموقع، “إن الخيار الأقل سوءاً بالنسبة لإسرائيل وأميركا هو تجنب توجيه ضربات استباقية للمنشآت النووية الإيرانية”.