فاز المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بمنصب رئيس الولايات المتحدة، وبسيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ وربما مجلس النواب، وبذلك ستكون لدى الرئيس الجديد مساحة أكبر لتنفيذ برنامجه أكثر مما كان عليه الحال في 2016، في ظل عوامل ساهمت بشدة في اعتلائه قمة البيت الأبيض.
ففي 2016 فاز ترامب بالبيت الأبيض مع أغلبية جمهورية في الكونغرس لكن الأغلبية لم تكن متماشية تماما مع أجندته، إلا أنه هذه المرة سيحظى بدعم تشريعي واضح يسمح له بتمرير السياسات بسرعة وبمقاومة أقل من داخل الحزب.
وبالمقارنة مع عام 2016 كانت هناك انقسامات حينذاك داخل الحزب الجمهوري، وكان ترامب يواجه اعتراضات من الجانبين الجمهوريين والديمقراطيين، أما هذه المرة فالكثير من المرشحين الجمهورين يتماهون مع أجندته ما يقلل المعارضة داخل الحزب ويوجد توجها أكثر تركيزا على سياساته الداخلية والخارجية.
الإيجابيات
أبرز الإيجابيات لهذا الوضع هو السيطرة الموحدة التي تمكن ترامب من دفع أجندته لا سيما في مجالات الهجرة، والضرائب، وتحرير التجارة والاقتصاد بسهولة أكبر ومن دون تنازلات كبيرة.
كذلك فإن مجلس الشيوخ الجمهوري سيتيح كذلك تعيين قضاة بشكل سريع، مما يرسخ النفوذ المحافظ في المحاكم لعقود قادمة.
كما ستعمل الحكومة الموحدة من دون عوائق من المشرعين مما يتيح لترامب الاستجابة بسرعة للقضايا الاقتصادية والأمنية.
السلبيات
في المقابل فإن ضعف قدرات المعارضة الداخلية داخل المؤسسات، قد يقلل الرقابة، مما يزيد من احتمال اتخاذ قرارات مثيرة للجدل أو غير مدروسة، فهذا المستوى من السلطة قد يعمق الانقسامات، حيث ستمرر أجندة حزبية قوية دون عوائق كبيرة.
كذلك فإنه ومع السيطرة الكاملة، سيتحمل ترامب والحزب الجمهوري كامل المسؤولية عن أي قرارات غير شعبية، مما قد يؤدي إلى رد فعل في الانتخابات المستقبلية.
باختصار، فوز ترامب في 2024 مع حكومة موحدة سيمنحه سيطرة غير مسبوقة، ولكن مع مسؤولية أكبر، واحتمال متزايد للاستقطاب، وضوابط داخلية أقل مقارنة بعام 2016.
من جانبه، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن سمير التقي إن هناك 3 قوى رفعت ترامب لمنصب الرئيس وهي الإنجيليين التقليديين والقوى المحافظة من الجمهوريين إضافة إلى كتلة من رجال الأعمال الموجودين في وادي السليكون.
وأوضح التقي لقناة “سكاي نيوز عربية” أن كتلة رجال الأعمال حضّرت للأمر واعتقدت أنها بإيصال ترامب للسلطة فرض أجندتها وهو ما يعد موضع تساؤل بشأن مدى تجاوب ترامب مع ذلك.
وكشف عن نقاط تلاقي بين ترامب وهذه النخبة أبرزها اتجاه ترامب نحو تفكيك العولمة منذ مدة لا سيما بعد ما وضع في السابق حواجز اقتصادية على أوروبا والصين واليابان.
كذلك يرى التقي أن ترامب يريد التخلص من مسؤولية الولايات المتحدة عن إدارة الاقتصاد العالمي، ويسعى إلى نفض يد الولايات المتحدة من التدخل العسكري في العالم، وكذلك اعتبار واشنطن ليست مسؤولة عن حماية الطرق البحرية وعما يجري في العالم.(سكاي نيوز)