في سباق انتخابي لم يكن لأحد أن يتوقع نتيجته، جي دي فانس يصبح نائب الرئيس الأميركي. فكيف كانت رحلته من قمة المعاناة إلى قمة السلطة؟
فعندما كتب جي دي فانس مذكراته “مرثية قروي”، لم يكن يتصور أن صفحات معاناته ستحوله إلى شخصية سياسية مؤثرة.
أبصر الحياة في ميدلتاون بولاية كونيتيكت Connecticut عام 1984، وعاش طفولة صعبة ممزوجة بالفقر. تخرج من مدرسة ميدلتاون الثانوية في 2003. بعد ذلك التحق بقوات المارينز لمدة 4 سنوات. قرر بعدها مواصلة رحلة التعلم فقادته إلى البكالوريوس في العلوم السياسية والفلسفة من جامعة أوهايو عام 2009 ليأتي عام 2013 حاملا معه شهادة القانون العام من جامعة ييل.
وفانس، البالغ 39 عاما، اشتهر لأول مرة بمذكرات ألفها بعنوان Hillbilly Elegy أو “مرثية هيلبيلي” التي تحدث فيها عن نشأته في أسرة دخلها قليل وغارقة بالعنف والإدمان في مسقط رأسه في مدينة Middletown في أوهايو، وفيها قدم نفسه على أنه شاب ناجح، تغلب على صراعات طفولته ودرس الحقوق بجامعة Yale الشهيرة.
وتبدلت الحال بفانس حين استخدم الملياردير الأميركي Peter Thiel كصديق مشترك لعقد اجتماع مع ترامب وابنه دونالد ترامب جونيور في 2021 بمنتجع “مارالاغو” الذي يملكه ترامب الذي أخبر فانس بأنه قرأ مذكراته ونالت إعجابه. أما فانس، فاعتذر لترامب الذي لم يسامحه فقط، بل أيد ترشحه لمقعد بكونغرس أوهايو، وهي الانتخابات التمهيدية الجمهورية الأكثر تنافسية لدورة 2022 الانتخابية.
مع مرور الوقت، أصبح الكتاب الذي تحدث فيه عن طفولته الفقيرة، هو نفسه الذي ساعده في بناء جسور من التواصل مع جمهور واسع ليصل في النهاية إلى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة في مشهد لم يكن يتخيله أحد من قبل بمن فيهم فانس نفسه.
فشغفه بالسياسة جعله يطرقها من باب الحزب الجمهوري لكن عرف عن دي فانس انتقاده الشديد لترامب ومعارضته له، حتى إنه شبهه سرا بهتلر قبل انتخابات 2016.
ومن معارض شرس إلى داعم قوي انقلب موقف صاحب الأربعين عاما رأسا على عقب، وفسر جمهوريون ذلك بالقول إن نجاحات ترامب السياسية بين 2016 و2020 هي السبب في تغير موقفه.
وجاء اختيار ترامب لفانس “لتظليل موقف الرئيس السابق المتشدد بشأن الهجرة والاقتصاد وتورط الولايات المتحدة في الحروب الخارجية”، فيما قال دونالد جونيور: “نحن واثقون بنسبة 100% من أن جيمس فانس هو “أميركا أولا” حتى النخاع”، مضيفا أن العائلة سئمت من إصرار وسائل الإعلام على التنقيب عن تعليقاته السابقة المناهضة لترامب.
كما أثبت فانس أيضا أنه يتمتع بجاذبية لجمع التبرعات. وقد ساعد في تنظيم حملة جمعها في “وادي السيليكون” الشهر الماضي، حيث كان كنقطة اتصال بين رجل الأعمال التكنولوجي ديفيد ساكس وحملة ترامب، وانتهت بجمع 12 مليون دولار. أما النقاد، فيتكهنون بأن فانس جزء من جيل جديد يرى بترامب خطوة أولى في ثورة شعبوية قومية أوسع، وتعمل بالفعل على إعادة تشكيل اليمين الأميركي.
ومنذ 2022 انتخب جي دي فانس عضوا بمجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري عن أوهايو بدعم من ترامب الذي كان سخيا في 15 من يوليو الماضي
أعلن دونالد ترمب عن اختيار جي دي فانس نائبا له في سباق الانتخابات الرئاسية ليضفي عنصرا شابا ومحافظا إلى ولايته الثانية. (العربية)