تقرير جديد.. ماذا فعل مقاتلو حماس داخل إيران؟

6 نوفمبر 2024
تقرير جديد.. ماذا فعل مقاتلو حماس داخل إيران؟

بعد أكثر من عام من الحرب في غزة، أصبحت جيوب مقاتلي حركة حماس محاصرة، ويقاتل مسلحو الحركة الجيش الإسرائيلي بذخائر بدائية الصنع في كثير من الأحيان.

 

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” إنّ “حماس” تتدرب في طهران على صنع الأسلحة، مشيراً إلى أن هذا التدريب يكون سرياً والهدف منه هو جعل “حماس” تنشئ ترسانة محلية الصنع.

 

ومع تحرك القوات والدبابات عبر غزة، وقطع خطوط إمداد الأسلحة والتمركز في المناطق التي لا يزال التمرد مشتعلاً فيها، فإن معرفة كيفية الابتكار هو ذات قيمة خاصة لمقاتلي حماس، كما أن هذا يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي تحقيق أحد أهداف الحرب الأساسية والمتمثل في القضاء على حماس.

الخبرة الإيرانية

ويقول ماثيو ليفيت، الخبير في مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “كانت مصانع الأسلحة التي دمرها الإسرائيليون تعتمد على الخبرة الإيرانية، ولكن هذه المصانع تُدمر بشكل متزايد..سيستخدم مقاتلو حماس المتبقون أي أسلحة يمكنهم الحصول عليها”.

ومنذ سنوات، تتحدث حماس عن تحالف يشمل التمويل وتهريب الأسلحة، بينما كان الجانبان أكثر حذراً في أمور أخرى من العلاقة، يعتقد ضباط الاستخبارات أنها تضمنت أيضاً نقل أعضاء حماس إلى إيران للتدريب على تصنيع الأسلحة.

وشهدت إسرائيل نتائج المساعدة الإيرانية لحماس في تشرين الأول من العام الماضي، عندما اندفع آلاف المقاتلين الفلسطينيين، بدعم من وابل الصواريخ، إلى مدنها الجنوبية وقواعدها العسكرية، ما أسفر عن مقتل  1200 قتيل، واختطاف 250 آخرين.

 

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الأسلحة القائمة على التصاميم الإيرانية، من الألغام إلى الصواريخ قصيرة المدى والطائرات دون طيار، كانت تستخدم على نطاق واسع أثناء التوغل والقتال الذي أعقب ذلك.

وعرض ضباط الاستخبارات على “بلومبرغ نيوز” الملاحظات التي قيل إن أحد المتدربين من غزة كتبها، ولم يكشفوا تفاصيل متى وكيف تسنى الحصول عليها.

ولم يتمكن مسؤول إسرائيلي مطلع على شؤون الاستخبارات، تحدث شرط حجب هويته بسبب حساسية الأمر، من التعليق على المصدر، لكنه قال إن الأسلحة الموصوفة تتوافق مع تلك التي تستخدمها حماس وجماعة الجهاد الفلسطينية المتحالفة معها.

وتتضمن الملاحظات بالعربية نصائح لصنع قوالب طائرة دون طيار “تالاش”، وتعليمات تشغيل طائرة بدون طيار “كيان” الأكبر، وكلاهما مصمم في إيران، كما تغطي أيضاً مكان وضع المتفجرات في الصواريخ قصيرة المدى، وأفضل المواد المستخدمة في صنع المقذوفات وكيفية إخفاء الألغام الأرضية في الصخور المزيفة.

وقال ضباط الاستخبارات إن الدورات، التي يستمر كل منها بين ثلاثة وخمسة أشهر، يديرها فرع من الحرس الثوري الإيراني منذ 2016 على الأقل.

 

كلك، قالوا إن بضع عشرات العملاء من حماس والجهاد، اختيروا لكل دورة على أساس معرفتهم بالفيزياء والكيمياء والهندسة، ثم نقلوا إلى مجمع تدريب في إيران عبر طرق ملتوية.

وقال الضباط إن البرنامج، الذي أعطى الأولوية للممارسة على النظرية، يبدو أنه علق منذ بداية الحرب، جزئياً على الأقل بسبب صعوبات الخروج من غزة.

وقال ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية طلب كتم هويته إن مثل هذا التدريب عُرض أيضاً في إيران على الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية العراقية والمقاتلين السوريين.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن إيران تنقل خبرة تصنيع الأسلحة إلى المسلحين الفلسطينيين منذ عقود. وفي 2003، قالت إسرائيل إن قواتها البحرية استولت على قارب صيد ينقل حبر قنابل من حزب الله وأقراص DVD تعليمية، كانت في النهاية متجهة إلى غزة، كما تدعم إيران حزب الله، في لبنان.

وفي خطاب ألقاه 2021 بعد جولة من القتال، شكر زعيم حماس يحيى السنوار الراحل في تشرين الأول الماضي في غزة، إيران لأنها “لم تبخل علينا بالمال والأسلحة والخبرة”. (24)