ومن الواضح أن طهران عملت بالدرجة الأولى على إعادة هكيلية القيادة في الحزب، والتي نتج عنها تعيين نعيم قاسم أمينا عاما جديدا بعد اغتيال حسن نصرالله وخلفه المحتمل هاشم صفي الدين.
وجاء الإعلان عن اختيار نعيم قاسم بعد إرسال قائد فيلق القدس إسماعيل قآني إلى بيروت على رأس وفد عسكري إيراني كبير مؤلف من قيادات إيرانية ميدانية لترميم قدرات حزب الله والحد من تكرار موجة الاغتيالات.
أما بالنسبة للأصول العسكرية، فبرغم الضربات الكبرى التي تعرض لها الحزب لمخازنه، والتصريحات الإسرائيلية بتدمير الجزء الأكبر من منظومته الصاروخية، من الواضح أنه لا يزال لدى الحزب ما يقاتل به نتيجة لتخزين كميات كبيرة جدا من هذه الأصول قبل الحرب، وبأماكن متفرقة، إضافة إلى التقارير التي أشارت إلى أن عمليات التهريب عبر سوريا لا تزال تحصل، وإن بوتيرة أقل.
في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن الجيش لن يسمح بإعادة بناء البنى التحتية التابعة لحزب الله.
هذه التصريحات والتطورات توحي بأن الحرب قد تطول كثيرا، وقد يكون الميدان اللبناني ساحة المواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران.
في هذا الصدد، قال المحلل الخاص لـ”سكاي نيوز عربية”، بشارة شربل: “يوحي سلوك حزب الله في الأسبوعين الأخيرين بأنه أعاد ترميم صفوفه”.
وأشار إلى أن “القدرات الصاروخية التي ظهرت تشي بأن حزب الله على المستوى العسكري يعوض الخسائر التي تعرض لها”.
ورأى أن “الحرس الثوري الإيراني يدير المعركة في جنوب لبنان”، مضيفاً أن “حزب الله استطاع أخذ نفس في الأيام الماضية ونجح في إعادة ترميم بعض قواته وعلاقاته الاجتماعية والدبلوماسية”.
ولفت إلى أن “مجال الإنجاز الدبلوماسي لحل سياسي لوقف إطلاق النار صار ضيقا”، مضيفاً أن “انتخاب دونالد ترامب غيّر المشهد كليا، وهناك بعض الآمال في مرحلة ما بعد استلامه للبيت الأبيض”.