رجح خبراء “حتمية” الرد الإيراني على إسرائيل”، ورأوا أن وصول الرئيس دونالد ترامب للرئاسة الأميركية بمثابة “الجحيم” لطهران، متوقعين تهدئة لجبهتي غزة ولبنان، وفتح الجبهة الإيرانية بشكل مباشر.
يأتي هذا في وقت تستعد فيه طهران، بحسب تقارير إسرائيلية وأمريكية، إلى ردٍ وشيك محتمل على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية، مطلع تشرين الأول الماضي.
وقال الخبير في الشأن الإيراني، سردار خوشناو، لـ”إرم نيوز”، إن “الرد الإيراني على الضربات الإسرائيلية، يبدو أنه أمر حتمي، ولن تتراجع طهران عنه، لأن الوعد بالرد جاء عبر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وليس أية مسؤول آخر”.
وكان خامنئي قد توعد، السبت الماضي، بما وصفه بـ “ردٍ قاسٍ” ليس ضد إسرائيل فحسب، بل ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وقال إن إيران “ستفعل كل ما يجب القيام به لإعداد الأمة الإيرانية، سواء عسكريًا أو سياسيًا لمواجهة أي تهديد”.
وأضاف، خوشناو، أن “طهران ترى أن عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي سيضعها بموقف محرج أمام جماهيرها والمجتمع الدولي، خاصة مع وصول، ترامب، للرئاسة فهي ستعتبر هذا تحديًا وورقة ضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة بهدف العودة إلى الاتفاق النووي”.
وقررت إدارة ترامب، في ولايته الأولى، الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة للعام 2015، المعروفة باسم الاتفاق النووي.
بدوره، يرى المحلل السياسي، أحمد العاني، أن “وصول ترامب إلى الرئاسة سيكون، جحيماً على طهران، خاصة أن ترامب، بشكل عام يعد داعمًا قويًا لإسرائيل، وتشير كل تصريحاته إلى أنه سيقف مع إسرائيل ضد طهران”.
وتوقع خلال حديثه مع “إرم نيوز”، أن “يعمل ترامب، كما صرح، على إنهاء حربي غزة ولبنان وتهدئة الجبهة في تلك المنطقة، خلال فترة قصيرة، بهدف تحقيق مكاسب كونه أنهى الحرب الدائرة في المنطقة”.
لكن في نفس الوقت، يرجح العاني أن “يفتح ترامب الجبهة الإيرانية على مصراعيها، ويستغل ترامب التصعيد الإسرائيلي الإيراني بهدف الانقضاض على طهران”.
ويثير فوز، دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 قلقًا كبيرًا في إيران وحلفائها، نظرًا لتجربة طهران السابقة مع سياساته خلال ولايته الأولى.
وتتجلى مخاوف طهران من ترامب، بحسب أستاذ العلوم السياسية، هاني عريبي، من تعزيزه الدعم الإسرائيلي، ومنحها الضوء الأخضر لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وقال لـ “إرم نيوز”، إن “ترامب قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية واغتيال شخصيات بارزة، فضلاً عن القضاء على آمال طهران بالعودة إلى الاتفاق النووي”.
ويدعم رأي العاني تصريحات ترامب، في تشرين الأول الماضي 2024، التي انتقد فيها الرئيس الأميركي، جو بايدن، لعدم تأييده استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وشنت إسرائيل، عبر طائراتها المقاتلة، غارات على إيران، في 26 من الشهر الماضي، مستهدفة 20 موقعاً بينها بعض المواقع العسكرية، ومنشآت تصنيع الصواريخ، وهو الرد الذي جاء بعد شهر من ضربة إيرانية لإسرائيل. (إرم نيوز)