كما كان متوقعاً، فقد أبدت أبرز الصحف الإسرائيلية اهتماماً كبيراً بنتائج انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت الثلاثاء وأسفرت عن فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وانبرى المحللون وكُتاب أعمدة الرأي في تلك الصحف، بالتحليل والتعليق على نتائج تلك الانتخابات، وقراءة تداعياتها على الحروب التي تخوضها إسرائيل في عدة جبهات.
وتناولت كبيرة مراسلي صحيفة هآرتس، جودي مالتز، في تقريرها ردود فعل المنظمات اليهودية الرئيسية التي سارعت بإصدار بيانات، الأربعاء، لتهنئة ترامب بالفوز.
مطامع
ونقلت عن تيد دويتش، الرئيس التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية، مناشدته -في بيان- الولايات المتحدة أن تمارس قيادة واضحة للعالم، وأن تكون قوة استقرار، في وقت “تعكس الصراعات التي نشهدها حولنا تواطؤا خطيرا من الأنظمة المعادية للديمقراطية والمجموعات النشطة”.
وأعربت الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية عن تطلعها “للعمل مع الإدارة الجديدة لتعزيز قيمنا ومكافحة العداء للسامية، والحفاظ على الدعم الثابت لإسرائيل”.
وفي مقال بنفس الصحيفة، لم يُبدِ الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ناداف تمير، ارتياحه بفوز ترامب، معتبراً أن أجندته المتمثلة في شعار “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، لن تؤدي إلا لإضعاف إسرائيل إلى الأبد.
وقال إن الديمقراطية الأميركية ليست وحدها هي التي في خطر، محذراً من أن فوز ترامب سيشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المضي قدما في مخططاته، وكذلك الصين الساعية لتوسيع سيطرتها الاقتصادية والسياسية والاستيلاء على تايوان، بالإضافة إلى كوريا الشمالية التي تدعم هي وإيران روسيا في حربها على أوكرانيا.
ونصح تمير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاءه بأن يخففوا من تفاؤلهم المفرط، “لأن الوضع ليس مشرقا إلى هذا الحد”، بينما يعم اليأس الدول الغربية.
قنبلة دبلوماسية
ومن جانبها، اعتبرت توفا لازاروف نائبة مدير تحرير صحيفة جيروزاليم بوست، أن فوز ترامب “يلقي قنبلة دبلوماسية” على حروب إسرائيل متعددة الجبهات، ويضعف الجهود الدبلوماسية لإنهائها على المدى القصير، ويثير تساؤلات حول الدعم الأميركي على المدى الطويل للحملات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران و”وكلائها”.
وتوقعت الكاتبة أن يكون هناك توافقا أكثر بين نتنياهو وترامب في القضايا المتعلقة باليوم التالي للحرب في قطاع غزة.
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد نشرت مقالا للكاتب رون بن يشاي أكد فيه أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس المنتخب، لن ينضم إلى فريق إدارة ترامب الجديدة، وهو ما يدعو إسرائيل للقلق.
وفي تحليل آخر، تساءل مراسل يديعوت أحرونوت للشؤون الدبلوماسية، إيتمار آخنر، عمّا يعنيه فوز ترامب لإسرائيل.
وأجاب بالقول إن من الضروري أن يدرك الإسرائيليون أولا أن بلدهم يمر بفترة حرجة، فمن الآن وحتى تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني، يتمتع الرئيس جو بايدن بالسلطة الكاملة للتصرف كما يحلو له.
وشدد على ضرورة أن تأخذ إسرائيل بعين الاعتبار إمكانية أن يستغل بايدن هذا الوقت لتصفية الحسابات مع نتنياهو. (الجزيرة نت)