شارك أكثر من 150 مليون شخص في الولايات المتحدة في الانتخابات لمناصب تتراوح بين مجالس التعليم المحلية إلى منصب الرئيس الأميركي.
الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يعود إلى البيت الأبيض بعدما استطاع الحصول على أصوات 295 صوتا بين كبار الناخبين في المجمع الانتخابي.
وبعد يوم حماسي من الانتخابات بحث برنامج “داخل واشنطن” الذي يقدمه، روبرت ساتلوف، الحالة المزاجية للشعب الأميركي، وأولويات الناخبين الأميركيين، وعن نقاط القوة والضعف في نظامنا الانتخابي.
وبعد صدور النتائج، تصبح انتخابات 2024 شيئا من الماضي، وهي الفصل الثالث من مسيرة ذات ثلاث فصول بدأت في العام 2016 “ترامب ضد كلينتون”، ثم 2020 “ترامب ضد بايدن” والآن “ترامب ضد هاريس”.
نورم أورنستين، خبير في الشؤون السياسية الأميركية في معهد أميركان إنتربرايز قال خلال البرنامج إن العنوان الرئيسي الكبير هو أن ترامب يحقق فوزا كاسحا.
وأضاف “الاكتساح يعني أيضا فوزه في التصويت الشعبي وهو أمر مدهش لم يتوقعه أحد. أظهرت الاستطلاعات أن النتائج متقاربة جدا بما في ذلك التصويت الشعبي، لكننا لم نعتقد أننا سنعرف النتائج أو نحصل على نتائج نهائية الأربعاء”.
وتابع أورنستين “كما لم نعتقد بالتأكيد أن ترامب بعد هذه الحملة سيحقق فوزا ساحقا يشمل كل الولايات المتأرجحة كما يبدو إضافة إلى التصويت الشعبي، وأن الجمهوريين سيفوزون بالأغلبية في كل من مجلسي النواب والشيوخ”.
مجلس الشيوخ
الصحفية مراسلة البيت الأبيض في “ذا هيل”، أليكس غانجيتانو قالت إن “نتائج تفيد بأن مقعد مجلس الشيوخ في أوهايو انقلب لصالح الجمهوريين، وهذا أعطى انطباعا بأن الجمهوريين سوف يستحوذون على بضع مقاعد في مجلس الشيوخ”.
وتابعت في حديثها لبرنامج “من داخل واشنطن” أنه في “صباح الأربعاء أصبح لدى ترامب مجلس شيوخ جمهوري، وهذا يعني أنه يستطيع تعيين أعضاء مجلس الوزراء الذين يريدهم، يستطيع تعيين الموالين له في إدارته. فقد تحول ميزان القوى بالكامل نحو الجمهوريين وهذا بسبب الفوز ببعض المقاعد الهامة بالنسبة للجمهوريين”.
ونوهت إلى أن “ميتش ماكونيل لم يعد زعيم الجمهوريين، لذا فعلينا معرفة من سيكون. لكن بشكل عام، يبدو أن ترامب سيتمكن من اكتساح البيت الأبيض ومجلسي الشيوخ والنواب، ولن تكون أمامه أي حواجز كما حذر الديمقراطيون سابقا”.
مجلس النواب
وبشأن نتائج التصويت لمجلس النواب، قال الكاتب دانييل ليبمان، المتخصص في الشؤون السياسية السياسة في بوليتيكو إن الجمهوريين “في طريقهم للاحتفاظ بأغلبية مجلس النواب لكن بأغلبية ضئيلة”.
وأضاف أن رئيس المجلس مايك جونسون والذي يعد رئيسا جديدا نسبيا حاضرا في مارالاغو حيث دعمه ترامب بشكل كامل، “ما يعني أننا لن نشهد تعديلات جذرية. أعتقد أن بعض المرشحين الجمهوريين لمجلس النواب تمكنوا من استخدام القضايا ذاتها التي ساهمت في عودة ترامب للبيت الأبيض، كالهجرة والاقتصاد، وإبراز عجز الإدارة الحالية عن التعامل مع هذه الملفات”.
ويرى ليبمان أن الناخبين “يبدو أنهم لا يهتمون بعدم وجود رقابة في الكونغرس”، لذا يعتقد “أن الرقابة ستكون مهمة المحاكم التي ستلعب دورا في إيقاف ترامب في أمور معينة. لكنه سيحظى بحرية التصرف لفترة، كما أن العديد من أعضاء المحكمة والقضاة عينهم ترامب، لذا فهناك احتمال أقل بأن يقوموا بمنعه إلا إن كان الأمر غير قانوني إطلاقا”.
أداء ترامب على مستوى المقاطعات
وأظهرت نتائج التصويت للانتخابات الرئاسية، تحسنا لصالح ترامب بحوالي 95 في المئة على مستوى المقاطعات الأميركية، وهذا يمثل تحسنا عما كانت عليه النتائج قبل أربع سنوات.
وعلق الخبير في الشؤون السياسية الأميركية، أورنستين، أن نتائج ترامب لم تكن أفضل على مستوى المقاطعات فقط “بل وفي أوساط كل المجموعات تقريبا باستثناء وحيد هو الأميركيون اليهود الذين منحوه 22 في المئة من الأصوات بحسب الاستطلاع النهائي بعد التصويت، وهي النسبة ذاتها التي كان سيحصل عليها في كل الحالات”.
وأضاف على سبيل المثال، في ولاية ميشيغان، فاز بأصوات اللاتينيين بنسبة 2 إلى 1، وهذه نتيجة صادمة بصراحة، لأننا اعتقدنا أننا شهدنا مفاجأة في أكتوبر، ومصدرها ليس الشرق الأوسط كما توقعنا، بل في التجمع الانتخابي في ماديسون سكوير حيث تحدث العديد من الأشخاص الذين دعاهم بشكل مهين عن البورتوريكيين وغيرهم من الأقليات، لكن يبدو ان ذلك لم يكن مهما.
ويعزو أورنستين هذا إلى أمرين: الأول “أن الناخبين أرادوا التغيير، فقد بدأنا السباق الانتخابي فيما كان معدل تأييد (جو) بايدن منخفضا جدا، إلى حد كان سيبدو كارثيا في الانتخابات السابقة بالنسبة للحزب الحاكم، أو الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، لكننا لم نر أي دلائل على ذلك نظرا لشخصية ترامب وما يمثله، لكن يبدو واضحا أن الناخبين قرروا المخاطرة واختيار التغيير. وهذا ينطبق على كافة المناطق تقريبا”.
والأمر الثاني هو “التناقض الكبير بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، إذ لم يخف ترامب أي شيء مما ينوي فعله أو كيفية قيامه بوظيفته، كما أن تجمعاته الانتخابية التي ضمت عددا اقل من الأشخاص لكنها أحدثت صخبا، تم تجاهلها من قبل الكثيرين.”.
ويوضح أن النتائج كانت مغايرة للتوقعات، إذ “اعتقدنا أن ترامب يمتلك أرضية دعم بحوالي 45 في المئة أو 46 في المئة، فيما ظننا ان الحد الأعلى سيكون 47 في المئة أو 48 في المئة، وأنه سيحصل على أصوات المجمع الانتخابي لتحقيق فوز صعب بفارق ضئيل كما حدث في العام 2016، لكن اتضح أن الحد الأعلى كان أكبر مما توقعنا، وأن الأصوات رغم تقاربها في التصويت الشعبي إلا أنها ليست كذلك في أصوات المجمع الانتخابي. وهذه نتيجة مذهلة بالنسبة لمن يتابعون السياسة الأميركية منذ وقت طويل، سيكون هناك الكثير من الأمور التي تستحق التأمل”. (الحرة)