تقرير خطير يكشف.. نتنياهو زوّر أدلة عن تحذيرات قبل هجوم حماس بساعات

11 نوفمبر 2024
تقرير خطير يكشف.. نتنياهو زوّر أدلة عن تحذيرات قبل هجوم حماس بساعات


نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تحقيقاً استقصائياً يكشف عن معلومات جديدة تتعلق بالتحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض كبار المسؤولين في مكتبه، حول تعديلات مزعومة على بروتوكولات رسمية تتصل بمعرفته بتحركات حركة “حماس” عشية هجوم “طوفان الأقصى” على مستوطنات غزة في السادس من تشرين الاول 2023.

ووفقاً للتحقيق، تجاهل نتنياهو تحذيرات أمنية أرسلها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) بشأن نشاطات غير اعتيادية لحركة “حماس” قبيل الهجوم. ويُعتقد أن الشاباك بدأ منذ فترة في “عملية شرائح الهواتف” لرصد إشارات تصدر من شرائح إسرائيلية خاصة تستخدمها “كتائب القسام” للتواصل الفوري ونقل أحداث الهجوم وتنسيق العمليات بين عناصرها.

وتشير وثيقة استخباراتية من عام 2022، صدرت عن قائد استخبارات القيادة الجنوبية، إلى أن وحدات “النخبة” التابعة لحماس تستفيد من تقنيات متقدمة في الاتصالات لتنسيق نشاطاتها العسكرية في قطاع غزة.

بحسب الوثيقة، أكدت الاستخبارات أن تشغيل هذه الهواتف المرتبطة بالبطاقات يشير إلى نشاطات استثنائية قد تكون بمثابة استعدادات لعمليات كبيرة. ومع ذلك، فقد أكدت أن تشغيل هذه الأجهزة لا يُعتبر دائما تحذيرا نهائيا، إذ يجري تشغيلها أحيانا لأغراض فحص الأجهزة أو تحديث التطبيقات.

ويشير التحقيق إلى أنه في الأيام التي سبقت الهجوم، أظهرت أجهزة الاستخبارات تصاعدا في إشارات استخدام شرائح الهواتف الخاصة داخل بعض وحدات حماس، وخاصة في منطقتي خان يونس وشمال القطاع. وفي ليلة 6 تشرين الأول 2023، بدأت هذه الإشارات تتزايد بشكل لافت، حيث تم إرسال تقارير مفصلة إلى كبار المسؤولين في الجيش، بما في ذلك مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.

وحسب التقرير، فقد ورد في أحد التقارير “خلال اليومين الماضيين تم رصد تفعيل غير معتاد للهواتف المتصلة بشرائح الهواتف في وحدات حماس المختلفة.. هذه الإشارات ربما تشكل دلالة على استعدادات حماس لتنفيذ عمليات طارئة أو هجومية”.

ووفقا لمصادر بيرغمان “تم نقل هذا التقرير بدوره إلى مكتب رئيس الوزراء نتنياهو من خلال قنوات اتصال سرية، ولكن لم يُتخذ أي إجراء حاسم بناء على هذه المعلومات. في المقابل، سارع مكتب رئيس الوزراء إلى نفي تلقيه أي تحذيرات أو إشارات تتعلق بتصاعد استخدام شرائح الهواتف ليلة الهجوم”.

ولكن الأمر لم يتوقف عند حد تجاهل هذه الإشارات، فحسب التحقيق فإن أحد المحاور البارزة في التحقيقات يتعلق بمحاولة ابتزاز ضابط استخبارات إسرائيلي يحمل رتبة عقيد، والذي أدلى بشهادة حساسة تفيد بأن مسؤولي مكتب رئيس الوزراء ربما حاولوا التلاعب به بهدف إسكات شهادته. حيث ذكر هذا العقيد الذي أشير له بالرمز (ش) أن بعض المسؤولين البارزين في مكتب نتنياهو قد أشاروا إلى امتلاكهم مواد قد تضر بمسيرته، في إشارة فهِمها كوسيلة للضغط عليه لمنع تسريب معلومات تتعلق بمسؤولية الحكومة عن الأحداث.

كما كشفت التحقيقات عن ادعاءات حول تلاعب في تسجيلات محادثات مهمة جرت في الصباح الباكر من يوم 7 تشرين الأول، بعد ساعات من بدء الهجوم، حيث قدم السكرتير العسكري الأسبق اللواء آفي جيل شكاوى رسمية مفادها أن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء طلبوا منه تغيير توقيت ومحتوى محادثات حاسمة جرت بين مكتب نتنياهو وقيادات الجيش. وأثناء فحص هذه المحادثات لاحقا، تبين أن سجلات الاتصالات وملخصات بعض الاجتماعات قد جرى تعديلها، مما يعطي انطباعا بأن مكتب رئيس الوزراء كان لديه معلومات أقل مما كان عليه الوضع في الواقع بخصوص “عملية شرائح الهواتف”. (الجزيرة)