ذكر تقرير لصحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه “في حين ينصب قدر كبير من اهتمام العالم على نهج إدارة دونالد ترامب في التعامل مع الصراع في أوكرانيا، فإن أولوية أخرى رئيسية لسياسة الرئيس الأميركي الجديد الخارجية تتمثل في جلب السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط. لقد وفرت المنطقة لترامب بعض إنجازاته الأكثر شهرة في السياسة الخارجية خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض، والتي تشمل قيادة الحملة لتدمير ما يسمى بخلافة الدولة الإسلامية في سوريا، والتفاوض على اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقية السلام الرائدة التي شهدت تطبيع العديد من الدول العربية للعلاقات مع إسرائيل”.
Advertisement
]]>
وبحسب الصحيفة، “قيل إن الهجوم المدمر الذي شنته حركة حماس المدعومة من إيران ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول من العام الماضي كان مدفوعاً جزئياً بمخاوف من أن المملكة العربية السعودية أبدت اهتماماً كبيراً بالتوقيع على الاتفاقيات. وكانت مثل هذه الخطوة لتزيد من عزلة الفصائل المسلحة مثل حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان، وهي عناصر رئيسية في الشبكة الواسعة النطاق التي أنشأتها إيران في الشرق الأوسط بهدف معلن هو القضاء على وجود إسرائيل”.
ورأت الصحيفة أن “ترامب على علم بالتهديد الذي تشكله إيران وفصائلها المسلحة على المنطقة، والذي كان أحد مبرراته للانسحاب من الاتفاق النووي المعيب الذي تفاوض عليه باراك أوباما مع طهران، والذي لم يتضمن أي بند للحد من أنشطة إيران في المنطقة، كما أنه لا يتردد في مواجهة الإرهابيين الإسلاميين. فقد كان قرار ترامب بتخفيف قواعد الاشتباك غير الفعّالة التي فرضها أوباما على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية هو الذي أدى في نهاية المطاف إلى زوالها. كما وكان لاغتياله المستهدف لمقاتلين رئيسيين، مثل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، التأثير المطلوب المتمثل في التسبب في تعطيل كبير لشبكة طهران”.
وبحسب الصحيفة، “إن تحييد قدرة إيران على تأجيج الصراع في أماكن مثل غزة ولبنان سيكون أحد الأولويات الرئيسية لترامب، وخاصة بعد الكشف عن أن إيران أرسلت فرقة اغتيال لقتله خلال الحملة الانتخابية. إن التأثير المحتمل لنهج ترامب الصارم على المنطقة واضح من التقارير التي تفيد بأن المسؤولين الأميركيين يطالبون بالفعل بأن تنهي حماس وجودها في دولة قطر الخليجية،والتي تستضيف أيضًا واحدة من أهم القواعد العسكرية لواشنطن في المنطقة. لقد أحبط ممثلو حماس في قطر محاولات إدارة جو بايدن لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، وهي العقبة التي من غير المرجح أن يتسامح معها ترامب بمجرد توليه منصبه”.
وتابعت الصحيفة، “بعيدا عن كبح جماح أنشطة إيران، فإن الأولوية الأخرى لترامب في الشرق الأوسط ستكون إحياء اتفاقيات إبراهيم، سواء من خلال إقناع المزيد من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو معالجة قضية الدولة الفلسطينية. وشهدت فترة ولاية ترامب الأولى محاولة إدارته حل القضية الفلسطينية في شكل مبادرة سلام أطلقها صهره جاريد كوشنر، وقد حددت هذه المبادرة خطة وعدت الفلسطينيين بـ “مستقبل أكثر ازدهارا” في مقابل الموافقة على اتفاق سلام مع إسرائيل”.
وأضافت الصحيفة، “في حين أن رفض القادة الفلسطينيين المشاركة في العملية يعني إحراز تقدم ضئيل قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض، فإن إزاحة حماس كقوة مهمة في السياسة الفلسطينية قد تجعل مقترحات كوشنر أساسًا للمفاوضات المستقبلية. وقال بريان هوك، الذي عمل مبعوثًا خاصًا لترامب إلى إيران خلال فترة ولايته الأولى، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن خطة ترامب للسلام “صفقة القرن” للصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين من المرجح أن تعود إلى طاولة البحث. ومع محدودية قدرة إيران على تقويض جهود السلام في المنطقة بسبب الخسائر المدمرة التي تكبدتها حماس وحزب الله في الأشهر الأخيرة، فإن إمكانية ظهور ترامب باعتباره الرئيس الأميركي الذي ينجح أخيرا في جلب السلام الدائم إلى الشرق الأوسط يجب أن تؤخذ على محمل الجد”.