أثار الاتفاق الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار مع لبنان موجة من الانتقادات داخل الأوساط السياسية في إسرائيل. وعبّر عدد من المسؤولين عن شكوكهم حول جدوى الاتفاق، معتبرين أنه لا يحقق أهداف الحرب، ولا يضمن نزع سلاح حزب الله.
زعيم حزب “يسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، علّق بسخرية عبر منصة “إكس”، قائلاً: “نتنياهو قال إن الحرب ستستمر حتى النصر المطلق، لكنه لم يحدد من الذي سينتصر”.
من جانبه، عبّر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن معارضته لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن الاتفاق لا يحقق أهداف الحرب التي خاضتها إسرائيل.
وتعليقاً على إعلان ، كتب بن غفير عبر حسابه في موقع “إكس”:” لماذا أعارض اتفاق إطلاق النار؟” وتابع:” هذا ليس وقف إطلاق النار. إنها عودة إلى مفهوم التهدئة مقابل التهدئة.. وهذا الاتفاق لا يلبي هدف الحرب المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى ديارهم سالمين”.
وأضاف: “الاتفاق مع الجيش اللبناني هو اتفاق غير مضمون، فالجيش اللبناني لا يملك السلطة إطلاقا، وبالتأكيد ليس لديه القدرة على التغلب على حزب الله”.
ورأى بن غفير أن الخروج من لبنان يتطلب “حزاماً أمنياً خاصاً بنا (منطقة عازلة)”.
وقال: “لقد رأينا بالفعل أنه لا ينبغي لنا أن نثق بأحد سوى أنفسنا. وإلا سيتم إطلاق الصواريخ على المنارة وأفيفيم وكريات شمونة والشمال بأكمله وعلى دولة إسرائيل بأكملها، وفي النهاية سنضطر إلى العودة إلى لبنان مجددا”.
كذلك علّق رئيس الحزب الديمقراطي ونائب رئيس الأركان السابق، اللواء يائير جولان، على كلمة نتنياهو بشأن الاتفاق، قائلاً: “إذا كان من الممكن إنهاء القتال في الشمال ضد حزب الله، فمن المؤكد أنه سيكون من الممكن إنهاء القتال في غزة أيضاً، وعودة 101 مخطوف ينتظروننا لإنقاذهم، لكن هذه الحكومة ترسل جنوداً إلى الحرب لإنقاذ نفسها”.
بينما انتقد عضو الكنيست غادي آيزنكوت من معسكر الدولة سلوك إسرائيل فيما يتعلق بترتيبات وقف إطلاق النار مع حزب الله في الشمال. (ارم نيوز)
ونقل موقع “واي نت” العبري عنه أن المعلومات المحدودة حول تفاصيل الاتفاق تتضمن أسئلة صعبة.
وقال: إن حقيقة عدم التوصل إلى اتفاق هي مشكلة في الأساس، وهو أمر مماثل أيضا في الساحة ضد حماس، التي لا تزال تحتجز رهائن إسرائيليين.
ووجه آيزنكوت عدداً من الأسئلة، قائلاً: “هناك من الثغرات في الاتفاق. مع من توقعها؟ ومن يجب أن ينفذه؟ هل يفكك الجيش اللبناني قدرات حزب الله؟ يبدو لي وكأنه بداية مزحة.”
بينما أصدر رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بيانا هاجم فيه نتنياهو، وقال إن الحكومة لم تقدم، على مدى عام كامل، أي مبادرة سياسية، ولذلك “تم جرها إلى اتفاق مع حزب الله”.
وأضاف أنه: “في الوقت نفسه، تم تدمير المستوطنات في الضفة الغربية، و الشمال دمر، وحياة المستوطنين دمرت، والجيش يتآكل بينما تروجون لقوانين التهرب، وتصفية نصر الله، وتفجيرات الضاحية”.
وطالب لابيد بالتوصل “بشكل عاجل إلى اتفاق لإنقاذ الرهائن (في غزة) وإعادة المستوطنين المهجرين في وطنهم وإنهاء الحرب في الجنوب أيضا”.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن مساء الثلاثاء، موافقة حكومته على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.