كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، أن فصائل ما يعرف بـ”الجيش الوطني” الموالية لتركيا، تمكنت من السيطرة على مدن وقرى في مناطق ريف حلب الشمالي.
وقال المرصد إن “الجيش الوطني” سيطر على كل من تل رفعت، ومنغ، ومرعناز، وكفرنايا، والشيخ عيسى، ودير جمال، وعين دقنة.
وبحسب المرصد، لا تزال هذه الفصائل تحاصر العديد من القرى، مثل كفر ناصح، واحرص، وحربل، وتل قراح، وغيرها من القرى.
وشهدت مناطق ريف حلب الشمالي، التي يقطنها غالبية من الأكراد النازحين من عفرين وأحياء حلب، انقطاعا تاما للاتصالات.
وأثار هذا الهجوم مخاوف كبيرة من ارتكاب مجازر بحق الأكراد، في ظل التصريحات التحريضية التي تتضمن دعوات لقتلهم، يقول المرصد.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 200 ألف كردي سوري يقيمون في ريف حلب الشمالي، الذي تحاصره الفصائل الموالية لتركيا، مما يفاقم من معاناتهم.
وأغلقت الطرقات أمام المواطنين الراغبين في النزوح إلى مناطق أكثر أمانا.
وتنقسم عمليات الفصائل المسلحة على “إدارتين عسكريتين”، الأولى (معروفة باسم ردع العدوان) يتركز هجومها في مدينة حلب ومحيطها وأجزاء من محافظة حماة وإدلب، فيما تسير الثانية (المسماة فجر الحرية) من الاتجاه الشرقي باتجاه حلب أيضا.
وكانت “إدارة ردع العدوان” تمكنت من الدخول إلى حلب وسيطرت على غالبية أحيائها بالإضافة إلى مطارها الدولي، وتواصل التقدم الآن من أجل تأمين ما أخذته على الأرض عسكريا.
في المقابل، أعلنت الإدارة الثانية “إدارة ردع العدوان” التي تضم فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا، صباح الأحد، أنها سيطرت على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، ومجمع الكليات العسكرية في محيط حلب. وقالت إنها قطعت الطرق ما بين حلب- الرقة وما بين حلب ودمشق.
وهذا أول تقدم لقوات المعارضة السورية منذ اذار 2020 عندما وافقت روسيا وتركيا على وقف إطلاق النار الذي أدى إلى توقف التحركات العسكرية في شمال غرب سوريا.
وتدعم تركيا قوات المعارضة، فيما تدعم روسيا النظام السوري.
وقوات المعارضة عبارة عن تحالف من جماعات مسلحة علمانية مدعومة من تركيا إلى جانب هيئة تحرير الشام – النصرة سابقا – وهي جماعة إسلامية تمثل أكبر قوة عسكرية للمعارضة، وكانت مرتبطة في السابق بتنظيم القاعدة.
وقال جيش النظام السوري، الأحد، إنه استعاد السيطرة على بلدات عدة اجتاحها المتمردون في الأيام القليلة الماضية.
وكانت حكومة الرئيس بشار الأسد تُحكم قبضتها على حلب منذ انتصارها هناك عام 2016 عندما حاصرت قوات سورية مدعومة من روسيا المناطق الشرقية من المدينة التي كانت تسيطر عليها المعارضة وقصفتها.
ومثّل انتصار القوات الحكومية وقتها إحدى نقاط التحول الرئيسية في الحرب. (الحرة)