شهدت الساحة السورية تطورًا خطيرًا مع سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حماة، مما أثار تساؤلات بشأن الخطوة القادمة لهذه الفصائل، وسط تقارير تشير إلى أن حمص قد تكون الهدف التالي.
وتُعد مدينة حمص، الواقعة على بُعد أقل من 40 كيلومترًا جنوب حماة، مركزًا استراتيجيًا قد تسعى الفصائل المسلحة للسيطرة عليه. ووفقًا لتحليل الخبير العسكري والاستراتيجي تركي الحسن، فإن السيطرة على حمص ستوفر للفصائل المسلحة طرقًا رئيسية نحو دمشق والساحل السوري، حيث تتمركز المنشآت العسكرية الروسية، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا بالغ الأهمية.
وأضاف الحسن أن خسارة حمص ستؤدي إلى فصل الساحل عن العاصمة، مما يفاقم الوضع الميداني للجيش السوري.
وأشار إلى أن هذه التطورات قد تغير موازين القوى على الأرض بشكل جذري، مع تكثيف المسلحين لمحاولاتهم للتقدم نحو المدينة.
ورأى الحسن أن التنافس الدولي في شمال سوريا يعكس محاولات قوى إقليمية ودولية ملء الفراغ الناجم عن تراجع النفوذ الإيراني.
وأوضح أن إيران، التي تواجه تحديات داخلية وخارجية، تحشد قوات موالية لها في سوريا، لكنها تواجه عراقيل كبيرة بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية.
وحول إمكانية تكرار سيناريو سقوط حماة في حمص، أشار الحسن إلى أن المدينة تتميز بتركيبة سكانية متنوعة قد تُسهم في تعزيز مقاومتها، إلا أنه حذر من احتمال استغلال الفصائل المسلحة لهذا التنوع لإثارة الفوضى.
وأضاف أن حزب الله اللبناني يمتلك حضورًا في بعض مناطق حمص منذ عام 2013، ما قد يخلق تعقيدات إضافية إذا تصاعدت العمليات العسكرية.
كما لفت الحسن إلى أن الفصائل المسلحة قد تستهدف حمص من عدة محاور، مشيرًا إلى أن الدفاع عنها يتطلب تعزيزات عسكرية عاجلة لمنع حدوث اختراق مشابه لما حدث في حماة. (سكاي نيوز عربية)