قال الباحث في العلاقات الدولية عمرو حسين إن الهجوم الذي قامت به جبهة تحرير الشام في الشمال السوري مؤخراً تم بأكثر من 100 ألف مقاتل، مسلحين بآليات متقدمة وحديثة.
وأوضح أن هناك قوى إقليمية ودولية، قامت بإمداد هذه الفصائل المسلحة بنوعيات متطورة من الطائرات المسيرة التي تم التدريب عليها من جانب خبراء أجانب.
ورأى حسين، خلال حوار مع “إرم نيوز”، أن “الانفجار” الذي حدث في الشمال السوري مع سقوط حلب يتعلق بمصالح إقليمية دولية تمثلها تيارات وقوى مسلحة، وأضاف: “الوضع في الشرق الأوسط يتغير، وذلك أدى إلى تكوينات من الخيوط المتشابكة، سوريا تميل إلى الجانب الإيراني والروسي، وإيران تأثرت بالحرب في غزة واستهداف حزب الله في لبنان، وباتت الفصائل التابعة لها في عدة مناطق باليمن وسوريا أضعف”.
وتابع: “الجانب الروسي منشغل في الحرب بأوكرانيا لاسيما بعد استهداف العمق بصواريخ أميركية من كييف، فوجدت الفصائل أن الفرصة سانحة للهجوم على الشمال السوري لاسيما أن هذه المناطق هشة أمنياً ويمكن اختراقها، وتمكنت تلك الفصائل من دخول حلب سريعاً، وهي متمتعة بأسلحة وأليات متقدمة ليست متوفرة للجانب السوري ومن معه من قوى إيرانية”.
وقال: “يتزامن مع كل ذلك الانتقال بين إدارتين في الولايات المتحدة من جو بايدن إلى دونالد ترامب، بالإضافة إلى أن سوريا باتت ساحة كبيرة تتواجد فيها تيارات وجماعات تدعمها قوى إقليمية ودولية، ويكفي ما تم رصده من وجود أكثر من 500 نقطة عسكرية أجنبية في سوريا”.
وأردف: “الجانب الروسي حاضر منذ 2015 وقام بعمليات داخل الأراضي السورية، وهناك تواجد قوي لفرق إيرانية. كذلك، النفوذ الروسي في سوريا مهم للغاية لوضع موطئ قدم بالبحر المتوسط لاسيما من خلال قاعدة طرطوس”.
وأوضح أن “الجيش السوري سيعمل على تجميع صفوفه وتصحيح أخطائه، فهو في الأساس لديه خبرات قتالية في التعامل مع تلك الميليشيات التي حاربها على مدار أكثر من 11 عاماً، وبمساعدة إيران وروسيا، سيتمكن الجيش السوري من استعادة تلك المناطق عبر حرب من الجائز أن تستمر لسنوات، لأن هذه الميليشيات لديها مدد من قوى إقليمية ودولية، ولذلك سيكون هناك معارك عنيفة، الحرب فرضت نفسها مجدداً في سوريا، وهذه الفصائل قامت بإعادة تجميع نفسها ولديها قدرات تسليحية متطورة”.