ليست مجرد مدينة.. ماذا تعني خسارة الجيش السوري لحمص؟

7 ديسمبر 2024
ليست مجرد مدينة.. ماذا تعني خسارة الجيش السوري لحمص؟


حمص السورية التي دخلت الفصائل المسلحة إلى تخومها من الجهة الشمالية، صباح الجمعة، لا تعتبر مجرد مدينة تحيط بها قرى وبلدات فحسب، بل هي مركز “ثقل استراتيجي وعسكري واجتماعي” للنظام السوري.

وإثر الاحتجاجات الشعبية العارمة في 2011، أحكم الجيش السوري سيطرته على مركز هذه المدينة بشكل كامل عام 2014. وبعد 4 سنوات من هذا التاريخ، فرض نفوذه كاملا على المناطق الواقعة في ريفها الشمالي (عام 2018)، بينها تلبيسة والرستن، وهي التي تدخلها الفصائل الآن.

تقع حمص وسط سوريا، وتعتبر حلقة وصل بين شمالي وجنوبي البلاد، وبين الشرق (البادية السورية) والساحل الغربي، ومن شأن السيطرة عليها من قبل الفصائل المسلحة، أن تقطع كامل الطرق التي يستخدمها الجيش السوري باتجاه مدن الساحل، طرطوس واللاذقية.

ويوضح الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، محسن المصطفى، أن المدينة تكتسب “أهمية عسكرية وسياسية واجتماعية في آن واحد”.

عسكريا، يوجد في حمص مجمع الكليات العسكرية، والفرقة 11 والفرقة 18 المتخصصة بالدبابات وقيادة المنطقة الوسطى.

وفي حال تمكن الفصائل المسلحة من الوصول إلى هذه المواقع، سيساعدها ذلك “في السيطرة على كميات أسلحة أكبر”، وفق المصطفى.

وعلاوة على ذلك، يقول لموقع “الحرة”، إن حمص “تضم حاضنة كبيرة للنظام السوري من الطائفة العلوية، وفي حال تلقى أفرادها رسائل التطمين التي توجهها الفصائل المسلحة بإيجابية، وبقوا في أحيائهم دون مواجهات، فستنقلب المعادلة التي لعب عليها النظام لسنوات طويلة”.

وكانت حمص أولى المدن التي خرجت باحتجاجات مناهضة للنظام السوري عام 2011، وحتى أن المعارضين للأخير أطلقوا عليها اسم “عاصمة الثورة”.

كذلك، كانت أولى المناطق التي طُبقت فيها اتفاقيات لخروج المسلحين ومدنيين باتجاه الشمال السوري، عام 2014.

 

وجاءت هذه الاتفاقيات بعد مواجهات مسلحة وحصار فرضه النظام السوري على أحياء حمص القديمة، دام لأكثر من عامين.

وعلى هذا الأساس المذكور، يرى المصطفى أن “عودة المسلحين والمدنيين إليها الآن، بعد 10 سنوات، سيشكل ضربة للسياسة التي اتبعها النظام السوري”.

هل يصمد النظام؟

وتشي المعطيات الحاصلة على الأرض في الوقت الحالي، بعد سيطرة الفصائل المسلحة من مدينة حماة شمال حمص، أنها بصدد السيطرة على الأخيرة بشكل كامل، وهو ما أعلنته في عدة بيانات، صدر آخرها الجمعة.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري بعد دخول الفصائل المسلحة إلى ريف حمص الشمالي، إنها بدأت تنفيذ ضربات جوية ومدفعية على مواقع انتشارهم وتقدمهم.

ويعتبر الخبير العسكري، ناجي ملاعب، أن انسحاب قوات النظام السوري من حماة “كان مفاجئا ومذلا”، وكذلك الأمر بالنسبة للضربات التي نفذها على جسر مدينة الرستن ليلة الجمعة، من أجل قطع الطريق أمام مسلحي الفصائل للتقدم باتجاه حمص.

ويعتقد ملاعب، في حديثه لموقع “الحرة”، أن سيناريو سيطرة الفصائل على حمص “يُسقط النظام السوري”.

ويشرح حديثه بالقول إن “الطرق الواصلة من دمشق باتجاه الساحل، ستكون مقطوعة في حال سيطرة الفصائل على حمص”.

كذلك، فإن السيطرة على المدينة سيكون لها “أثر عسكري كبير على حلفاء النظام، خاصة حزب الله وإيران وروسيا”، وفقا لحديث الخبير لموقع “الحرة”، ويضيف: “سقوط حمص يعني سقوط النظام. فإذا بقي النظام في دمشق وتقطعت أوصاله من كل الأماكن. إلى أين سيذهب؟”.

وبدوره، يشير الباحث السوري المصطفى، إلى أن سيطرة الفصائل المسلحة على حمص “تعني قطع خطوط الإمداد الخاصة بالنظام جنوبا باتجاه مدن الساحل السوري”.

وتقطع السيطرة أيضا كامل الطرق الفرعية التي تربط الساحل بمنطقة البادية السورية، وفق المصطفى. (الحرة)